كيف مزاجك في الصباح؟
في ساعات الصباح الأولى ترون بعض سائقي السيارات بمزاج حادّ، وبعض الأصدقاء في العمل مزاجهم يبدأ عكرًا في الصباح ويتحسن شيئًا فشيئًا مع ساعات الدوام. الاستيقاظ حالة تستدعي الشكر والبهجة، فكم من شخصٍ في العالم نام ولم يستيقظ؟ في الدنيا مليون حاجة ننام على أنها مصيبة ونستيقظ فإذا هي كانت مجرد كابوس!
عنه صلى الله عليه وآله: "من أمسى وأصبح وعنده ثلاث فقد تمت عليه النعمة في الدنيا: من أصبح وأمسى معافى في بدنه، آمنًا في سربه، عنده قوت يومه، فإن كانت عنده الرابعة فقد تمت عليه النعمة في الدنيا والآخرة: وهو الإيمان".
البارحة نمتَ وأنتَ في صحّة كاملة واستيقظتَ وأنت في صحّة كاملة! كم من مريض نام على وجع في المشفى واستيقظ على وجع؟ كم تساوي هذه النعمة؟ البارحة بتّ أنتَ وعيالك في أمنٍ وأمان واستيقظت في أمنٍ وأمان. اسأل ملايين الناس الذين ينامون على خوف ويستيقظون على خوف، كم تساوي هذه النعمة؟ البارحة نمتَ أنتَ وعيالك شبعانين وبرّاد الأكل مليء بأصناف الطعام ثم أفطرت هذا الصباح! هل تعرف كم في الدنيا من ينام جائعًا ويستيقظ يبحث عن كسرة خبز؟ البارحة نمتَ بعد أن صليت وأنتَ مؤمن مطمئن القلب ثم استيقظت وصليت! هل سألت كم من شخصٍ في الدنيا ليست عنده هذه النعمة؟
إذن، إذا كانت عندنا كل هذه النعم فلماذا ترانا في مزاجٍ عكِر؟ وأنت تقود السيارة غدًا إلى العمل، فكر كم في العالم يتمنى لو كان عنده وسيلة نقل مثل سيارتك الرائعة؟ إذا وصلت إلى مقر العمل، حاول أن تفكر كم من شخص عاطل في العالم يتمنى لو كان عنده شغل يكدّ منه على عياله ونفسه؟ إذا عدت إلى عيالك وهم مبسوطون فرحون، فكر كم من مشرّد في العالم ليس عنده دار يأوي إليها؟
القارئ العزيز، ليست هذه أحوالًا افتراضية! يمكنك بكل بساطة أن تجري بحثًا في لحظات وتعرف كم أنت في نعمة تستحق الابتسامة والشكر بدلًا من التبويز؟ آخر سؤال: ملابسك الدافئة الملونة في الشتاء، كم شخصًا يموت من أجلها؟
قالَ السَماءُ كَئيبَةٌ وَتَجَهَّما
قُلتُ اِبتَسِم يَكفي التَجَهّمُ في السَما
إذا ذهبت الليلة إلى مرقدك فرحًا تحلم أجمل الأحلام، فكّر كم في العالم من يتقلب، يحلم أحلامًا مزعجة، لا يستطيع أن ينام!
قالَ اللَيالي جَرَّعَتني عَلقَمًا
قُلتُ اِبتَسِم وَلَئِن جَرَعتَ العَلقَما
فَلَعَلَّ غَيرَكَ إِن رَآكَ مُرَنَّمًا
طَرَحَ الكَآبَةَ جانِبًا وَتَرَنَّما
الحمد لله رب العالمين! كل حالة سوء هناك أسوأ منها. لنجعل كلّ إشراقة شمس هدية قيّمة من الله تستحق الابتسامة والشكر.