لولا ستر الله ما تعاشر الناس
الله سبحانه وتعالى هو الخالق الحكيم الذي أنعم علينا بالعديد من النعم والهدايا، ومن بين هذه النعم العظيمة ستره لعيوبنا وأخطائنا. يعد الستر من صفات الله الكريمة، حيث يغطي الله على ذنوبنا وأفعالنا السيئة، ولا يعرضنا للعار والخزي أمام الناس.
لولا ستر الله، لكانت حياتنا مليئة بالمشكلات والمصاعب. إذا كنا نعيش في عالم يعرف كل تفاصيل حياتنا، لما كان هناك مكان للخطأ والتجربة والتعلم. الستر الإلهي يمنحنا الفرصة للنمو والتطور، حيث يمنحنا الله البيئة الآمنة لنتعلم من أخطائنا من دون أن نتعرض للإهانة أو الانتقاد اللاذع.
قال عمر بن عبد العزيز: أخبروني من أحمق الناس؟ قالوا: رجل باع آخرته بدنياه فقال لهم عمر: ألا أخبركم بمن هو أحمق منه؟ قالوا: بلى، قال: رجل باع أخرته بدنيا غيره.
والمعنى هو من يتعرض لسخط الله لا من أجل أن يتنعم هو بالدنيا، ولكن ليتنعم غيره بها؛ فهو يصلح دنيا غيره، بفساد آخرته.
إضافةً إلى ذلك، أن الستر الإلهي يعزز العلاقات الاجتماعية والتعايش السلمي بين الناس. حينما نعيش في بيئة تملؤها الحساسية والتجريح، ينخفض مستوى التواصل والثقة بين الناس. ولكن عندما يكون هناك ستر إلهي، تسود الرحمة والمحبة والسماح في العلاقات بين الناس، مما يؤدي إلى بناء مجتمع أكثر تفاهمًا وتعاونًا.
قال الأصمعي: رأيت أعرابيًا متعلقًا بأستار الكعبة وهو يقول: يا حسن الصحبة، أتيتك من بعيد فأسألك سترك الذي لا ترفعه الرياح، ولا تخرقه الرماح.
علاوة على ذلك، الستر الإلهي يعطينا راحة البال والسكينة النفسية. عندما نعلم أن الله يستر أفعالنا وأخطاءنا، نجد الطمأنينة في قلوبنا ونتمتع بالسلام الداخلي. نحن لا نحمل عبئًا ثقيلًا من الندم والخجل، بل نستطيع أن نعيش حياة مليئة بالأمل والتفاؤل.
ختامًا
لولا ستر الله، لما تعاشر الناس. إن الستر الإلهي هو نعمة عظيمة تحفظ كرامتنا وتعزز تعايشنا السلمي مع الآخرين. لذا، دعونا نكن شاكرين لهذه النعمة ونسعى دائمًا لأن نكون أشخاصًا يمنحون الآخرين نفس الستر والرحمة التي نتلقاها من الله.