هنا

[العزي الاعرجي]

الإمبراطورية التدمرية السورية إمبراطورية عربية عظيمة بناها الملك أذينة والملكة زنوبيا، حرروا بلادهم من الإحتلال الروماني ليقيموا إمبراطورية من البوسفور إلى مصر.

ألخص قصة هذه الإمبراطورية العظيمة في النقاط التالية:

1) كانت تدمر من ضمن البلاد المحتلة من الرومان، ونجحت أسرة عربية من قبيلة قضاعة في الحصول على الجنسية الرومانية وتولي حكم المدينة، واستطاع أحد أبنائها وهو أذينة بن حيران بن وهب اللات بن نصور أن يتولى مناصب عديدة في الإمبراطورية الرومانية سواء في مجلس الشيوخ أو في القنصلية إلى أن قرر عام 258م أن يترك مناصبه ويعود إلى تدمر ليحولها من مدينة إلى عاصمة لإمبراطورية تتحرر من الإحتلال الروماني، ونجح في تولي حكم المدينة بعد أن أقام بإزاحة حاكمها إبن أخيه الحاكم معني.

2) إستغل الملك أذينة حدوث معركة الرها عام 260م بين الإمبراطور الروماني فاليريان والإمبراطور الفارسي سابور الساساني، والتي إنتهت بهزيمة الرومان وأسر إمبراطورهم، فقام الملك أذينة بمواجهة الفرس والإنتصار عليهم في ثلاثة معارك مما أدى لانسحاب الفرس إلى شرق الفرات وأعلن الملك أذينة إستقلال مملكة تدمر وحكمها لكافة المناطق الشرقية التي كانت تابعة للرومان.

3) أضطر الرومان للإعتراف بالملك أذينة ملكا على الشرق وإعترفوا بلقبه (ملك الملوك) واعتبروه شريكا في حكم الإمبراطورية الرومانية، واستمر الملك أذينة في توسيع حدود مملكته فسيطر على كامل بلاد الشام وعلى مناطق واسعة في الأناضول عام 265م، وأصدر قرار بطرد ما تبقى من الجنود الرومان وطرد إبن أخيه معني لتحالفه معهم.

4) في عام 267م تم قتل الملك أذينة وابنه عبد اللات قرب مدينة حمص بمؤامرة مشتركة بين إبن أخيه معني والرومان، وأعلن «معني» نفسه ملكاً، ولكنه قتل بعد أشهر، وتم إعلان الملك وهب اللات ابن أذينة ملكا على مملكة تدمر، وتولى الحكم بشكل فعلي إحدى أشهر ملكات العرب في التاريخ الملكة زنوبيا بصفتها زوجة الملك أذينة وأم الملك القاصر وهب اللات، وكانت زنوبيا قد أنجبت من الملك أذينة ثلاثة أبناء وهم: وهب اللات وتيم الله وحيران.

5) في عام 270م نجحت زنوبيا في غزو مصر وتحريرها من الإحتلال الروماني، واستمرت في توسيع دولتها فسيطرت على كامل الأناضول، لتصبح الإمبراطورية التدمرية ممتدة من مضيق البوسفور إلى الإسكندرية.

6) في عام 272م توفي الملك وهب اللات وكانت هذه بداية النهاية، حيث حدث تشكيك في شرعية حكم زنوبيا بعد وفاة ابنها رغم أنه كان لها أبناء آخرين من الملك أذينة، وأنها تحكم بإسم إبنها الملك حيران الثاني الذي أعلنته ملكا بعد وفاة ابنها وهب اللات، ولكن المنافسين في داخل تدمر قرروا محاربة ملكتهم، وفي الجهة المقابلة قرر الإمبراطور الروماني أورليان شن حملة بهدف القضاء على الإمبراطورية التدمرية.

7) هنالك خلاف بين المؤرخين حول الحرب عام 272م بين الإمبراطورية الرومانية والتدمرية، فهنالك روايات تقول بأن الرومان قرروا شن حملة ضد تدمر فأعلنت زنوبيا نفسها إمبراطورة على كافة أنحاء الإمبراطورية الرومانية، وهنالك روايات تقول بأن زنوبيا أعلنت نفسها إمبراطورة أولا ثم قرر الرومان شن حملة ضدها، ولكن الجميع يتفق بأن زنوبيا كان طموحها أن تصبح إمبراطورة روما وأن تحكم كافة أنحاء هذه الإمبراطورية.

8) كان هنالك تقارب بين الجيش التدمري والجيش الروماني ولكن خذلان خصوم زنوبيا القابعين في تدمر أدى لهزيمة الجيش التدمري وإنسحاب زنوبيا بشكل نهائي عام 273م، فحاولت زنوبيا الذهاب إلى الإمبراطورية الفارسية لطلب دعهمهم والتحالف معهم، وقبل أن تعبر الفرات، كانت جيوش الرومان ترصدها، فقبضوا عليها وأعادوها إلى خيمة أورليان الذي عاد بها إلى روما أسيرة مكبلة بأصفاد من الذهب، وتوفيت في الأسر عام 274م.

**** المصادر:

1) تاريخ سوريا الحضاري القديم، أحمد داود
2) Rome in the East, Warwick ball
3) The Middle East Under Rome, Maurice Sartre
4) العقد الفريد، ابن عبد ربه القرطبي
5) زنوبیا ملكة تدمر، محمد فرید أبو حدید

*****************
كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري
*****************

[كرزاية]

شكرا لك