TODAY - December 03, 2010
صحف بريطانية: "إنجلترا تتشرف بخسارة كأس العالم 2018"
اختيار قطر لاستضافة دورة 2022 لكأس العالم لا علاقة له بالرياضة (الديلي تلجراف)
استأثر إخفاق إنجلترا في مسعاها لاستضافة كأس العالم لعام 2018 أمام روسيا، وتمكن قطر من الفوز بشرف تنظيم التظاهرة الرياضية بعد 12 سنة - باهتمام الصحف البريطانية كما هو متوقع.
لكن تسريبات ويكيليكس لا تزال كذلك تثير تعليق هذه الصحف ومتابعاتها.
فيفا الذي لا نعرف
على الرغم مما ردده رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) سيب بلاتر من أن هذه الهيئة تعمل من أجل المبادئ الرياضية التي تحكم كرة القدم، تقول الإندبندنت في افتتاحيتها، فإن ما يمكن الخروج به من خلاصة من زيوريخ، هو أن نهار أمس كان أبعد ما يكون عن المثالية.
وتمضي الصحيفة قائلة: "هناك الآن الكثير من الأسئلة التي تتكاثر حول هذه الهيئة التي تشرف على كرة القدم في العالم - عن السلطة دون رادع التي تتمتع بها، عن الأجندة التي تنهجها وعن مقاومتها الشرسة لكل محاولة تدقيق من الخارج، ومزاعم الفساد التي تلاحق عددا من مندوبيها".
مثل هذه الشبهات التي تحوم حول فيفا أرخت بظلالها على مراسم أمس.
وتضيف الصحيفة قائلة: "لا ينبغي لأي كان أن يحسد روسيا لحصولها على شرف تنظيم التظاهرة لأول مرة منذ إنشائها عام 1930، فلقد كان من غير الطبيعي أن يتأخر حصولها على هذا الشرف".
ولكن في وقت شملت فيه شبهة الفساد التي تلاحق فيفا رئيس وزراء روسيا فلاديمير بوتين، تقول الأندبندبنت، من المعقول أن نتساءل عما إذا جرت الأمور وفقا للمبادئ الرياضية.
لقد كان الاعتقاد سائدا أن تأخر بوتين عن حضور حفل الإعلان عن البلدين الفائزين علامة على يأسه من نجاح المسعى الروسي. لكن الأمر يبدو في الواقع كما لو كان دليلا على ثقته من أن استضافة روسيا لنهائيات كأس العالم 2018 أمر مضمون.
من جهتها توجه الديلي تلجراف في إحدى افتتاحياتها تهنئة ساخرة إلى روسيا، متهمة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في أثنائها بالنوايا والممارسات المشبوهة.
فبعد أن تستشهد بما قاله تشرشل عن روسيا من أنها "أحجية ملفوفة بالغموض داخل لغز"، تقول الصحيفة البريطانية إن هذا الوصف يصدق الآن أكثر ما يصدق على فيفا.
ملاعب للإعارة
ويتساءل جيريمي ويلسون على صفحات الديلي تلجراف عن سبب إخفاق إنجلترا واليابان مثلا في الحصول على صفقة استضافة كأس العالم لكرة القدم، بينما فازت بها قطر "التي تفتقر إلى كل المقومات"، بدءا من منتخبها الذي "يقبع في المرتبة الـ113 عالميا والذي لم يتأهل قط إلى منافسات كأس العالم"، وانتهاء بالبنية التحتية التي تحتاج إلى إعادة تأهيل جذرية، حتى تكون قادرة على استقبال مئات الآلاف من السياح، مرورا بالجو الحار وبقلة السكان.
ويرد الكاتب على تساؤله ملمحا إلى ما تتمتع به قطر من مؤهلات مالية تجعلها أول بلد بهذا الثراء سيستضيف هذه التظاهرة الرياضية في التاريخ.
ولن تكون قطر قادرة على إنشاء البنية التحتية الضرورية مما يشبه العدم -بفضل الغلاف المالي الذي خصصته لهذا الغرض والذي تناهز مبالغه 100 مليار دولار- فحسب، بل سيكون بإمكانها تصميم ملاعب قابلة للتفكيك قصد إعارتها للبلدان المفتقرة إلى هذا النوع من المنشآت والتي قد تحظى بشرف تنظيم كأس العالم في المستقبل.
ينضاف إلى هذه الميزة التجارية الأخيرة صغر مساحة البلد الذي سيفسح المجال أمام عشاق الكرة ممن سيزورونه لحضور كأس العالم بعد اثنين وعشرين عاما من مشاهدة أكثر من مباراة في اليوم الواحد.