في السابع من ديسمبر عام 1988 ضرب زلزال عنيف دولة أرمينيا كانت قوته 8.2 ريختر ! دمَّر البلد حرفياً وبسببه مات أكثر من 30 ألف شخص في لمح البصر في أقل من 4 دقايق.
وكالة الأنباء الأرمينية كتبت على حلقات منفصلة قصص حقيقية عن أناس غيّر الزلزال حياتهم للأبد.
منهم زوج ترك زوجته في البيت بعدما تأكد من سلامتها وخرج يجري إلى المدرسة التي فيها ابنهم لكي يرى ماجرى له.
وصل الزوج فوجد المدرسة أصبحت تشبه الفطيرة المهروسة، أخذ الصدمة العنيفة هذه بهيستريا وصراخ وسقط على ركبته وهو يلطم عندما تخيل مصير ابنه، فجأة قام وتذكر أنه دائماً كان يعد ابنه و هو يمرجحه أو وهو يعلمه السباحة أو وهو يعد لإمتحان صعب بجملة واحدة ثابتة:
(مهما كان الأمر، سأكون دائماً هناك إلى جانبك)
ثم نظر إلى كومة الأنقاض والطابوق المتراكمة فوق بعضها، قام وهرول ناحية الأنقاض، جلس يحسب بالتقريب الفصل الذي يدرس فيه ابنه، تذكر أنه كان في الجزء الخلفي من المبنى ناحية اليمين، توجه ناحية الحطام هناك بيده العارية وبدون أدوات بدأ يحفر فيه و يزيل الأنقاض، طبعاً الموضوع كان مستحيل بالعقل والمنطق وبعد لحظات جاء أبوين آخرين يبحثان عن أطفالهم أيضاً، حاولا أن يجراه وهما يبكيان ويلطمان وقالا له:
(لقد فات الأوان، لقد ماتوا جميعاً، لا فائدة مما تفعله، ماتوا)
قام بتخليص يده من أيديهم بالقوه وركض مرة أخرى إلى مكان الأنقاض ونظر لهم وقال: (هل ستساعدونني ؟)
طبعاً ولأن كل واحد فيه من الحزن ما فيه تركاه فقالا عنه مجنون وقد ذهبت الصدمة بعقله، لكنه ضل ينزع الأحجار حجر حجر، جاءت سيارة الإطفاء، ضابط المطافي تأثر لمنظر الأب ومسكه وحاول ابعاده عن ما يعمل وقال له:
سوف تشتعل النيران وسوف تحدث إنفجارات في كل مكان ، أنت في خطر حقيقي رجاءاً عُد إلى منزلك
الأب خلص نفسه من الضابط أيضاً وركض إلى الأنقاض ونظر للضابط وقال له: (هل ستساعدني ؟)
الضابط يأس منه وتركه و ذهب لأعماله، الأمر الوحيد الذي كان أمام عين الأب هو وعده لـ إبنه، بقي يحفر مدة طويلة 8 ساعات و12 ساعة و24 ساعة و في الساعة الـ 25 نزع حجر ضخم فظهر تجويف، صرخ بـ علو صوته بإسم ابنه: آرماند، أتاه رد من ابنه بصوته بدون أن يراه :
(أنا هنا يا أبي، لقد أخبرت زملائي أنك ستأتي لأنك وعدتني، مهما كان الأمر، سأكون دائماً هناك إلى جانبك و ها قد فعلت يا أبي).
فمسك الأب يده وهو يرفع الأحجار بقوة ويزيلها بحماس مضاعف: (هيا يا ولدي،أخرج هيا)
فأجاب الولد: (لا يا أبي دع زملائي يخرجون أولاً، لأني أعرف أنك ستخرجني مهما كان الأمر،أعلم أنك ستكون دائماً بجانبي).
بسبب وعد الأب لأبنه تم انقاذ 26 طفلاً كانوا في عِداد الأموات.
• يقول الأديب شارلز ديكينز:
الوعد إذا كُسر لا يُصدر صوتاً، بل الكثير و الكثير من الألم.
- مـنـقـول