إقالة 10 مدربين في 11 جولة رقم قياسي في «المحترفين»
فريق حتا من أوائل الأندية التي غيرت مدربها - من المصدر
لأول مرة في عصر الاحتراف يتم الاستغناء عن خدمات 10 مدربين خلال 11 جولة من عمر دوري المحترفين لكرة القدم، وهو رقم قياسي للتغيير قبل انتهاء الدور الأول، وتكرر هذا العدد من الإقالات في فترات سابقة ولكن خلال موسم كامل.
وبدأت ظاهرة الإقالات في الموسم الحالي مبكراً، بداية بالصربي زيليكو ماركوف مدرب حتا عقب الجولة الثانية، وأتبعه نادي الإمارات بإعفاء محمد جالبوت، ثم خورفكان بإنهاء تعاقده مع عبدالعزيز العنبري، وتواصلت الإقالات بإعفاء كايو زاناردي من تدريب عجمان، وعاد خورفكان مرة أخرى ليعفي مدربه البديل جيرارد.
وتبعه الوحدة بالاستغناء عن بيتسو موسيماني، والنصر عن غوران، والعين عن شرودر، والجزيرة عن فرانك دي بور، وأخيراً الإمارات الذي ودع مدربه لويس بلاناغوما، ليرتفع عدد الأندية التي قامت بتغيير مدربيها إلى 8.
فيما حافظت 6 أندية على استقرارها الفني وهي الوصل مع ميلوش، وشباب الأهلي مع نيكوليتش، الشارقة مع كوزمين، اتحاد كلباء مع فرهاد مجيدي، بني ياس مع ميلانيتش، البطائح مع رادوي.
هدر مالي
ويعتبر دوري الإمارات للمحترفين من الدوريات العربية الأكثر استهلاكاً للمدربين، نظراً لتذبذب النتائج وعدم الوصول إلى سقف طموحات الأندية، مما ترتب عليه عدم استقرار فني يكون له تأثير سلبي على الإنجازات، وهدر مالي يكلف الأندية أموالاً طائلة.
وخلال السنوات الماضية كانت قرارات الإقالة تبدأ ما بين الجولة الرابعة وحتى السادسة، ولكن هذا الموسم بدأت مبكراً من الثانية، رغم وجود ظروف كثيرة لها تأثيرها مثل الطقس الحار، وعدم تألق معظم اللاعبين الأجانب، وعدم وصول معظم اللاعبين لكامل الجاهزية الفنية، ولكن تراجع النتائج جعل الأندية تتعجل في قرار الإقالة، سعياً لتحسين الأوضاع والنتائج قبل فوات الأوان.
88 مدرباً
وعلى مدى 10 مواسم ماضية قامت الأندية بإقالة 84 مدرباً، حيث شهدت المواسم العشرة الأخيرة تعدد حالات الإقالات، ففي موسم 2013 - 2014 تمت إقالة 8 مدربين، وفي موسم 2014 - 2015 أقيل 6 مدربين، وفي موسم 2015 - 2016 تم إقالة 5 مدربين وهو العدد الأقل حتى الآن.
وفي موسم 2016 - 2017 تمت إقالة 9 مدربين، وفي موسم 2017 - 2018 تمت إقالة 8 مدربين، وشهد موسم 2018 - 2019 إقالة 12 مدرباً وهو العدد الأكبر خلال السنوات الأخيرة. وفي موسم 2019 - 2020 تم إقالة 7 مدربين، وفي موسم 2020 - 2021، 10 مدربين، وفي موسم 2021 - 2022 أقيل 8 مدربين، وفي موسم 2022 - 2023 تم إقالة 8 مدربين، وأخيراً شهد الموسم الحالي إقالة 10 مدربين.
توقيت
وعن تلك الظاهرة قال عبدالله حسن المحاضر الفني في الاتحادين الدولي والآسيوي: حالات إقالة المدربين تعود إلى أهداف الأندية في التعامل مع المسابقات، فهناك من يخطط لمجرد البقاء مع «المحترفين» إلى فريق ينافس على القمة.
واعتقد أن رهبة البداية أثرت على الفرق التي قامت بتغيير مدربيها مثل الإمارات وحتا العائدين لدوري المحترفين بعد فترة غياب، اختارا توقيت التغيير مبكراً من أجل إعادة ترتيب الأوراق قبل فوات الأوان خصوصاً ووقتها كانت توجد فترة توقف من شأنها أن تفيد المدرب الجديد في التعرف على قدرات اللاعبين وتدارك أي سلبيات في مرحلة البداية.
لااستقرار
وأضاف: للأسف لا يوجد صبر على تحقيق الأهداف من قبل إدارات الأندية التي تقوم بعملية التغيير، ونعلم أن تحقيق الإنجازات يلزمه توافر شرط مهم وهو الاستقرار الفني، كما أن تعدد حالات التغيير يؤدي إلى عدم الاستقرار، ناهيك عن الهدر المالي الكبير الناجم عن شروط جزائية واستقدام أجهزة فنية جديدة، مما يكلف الأندية مبالغ طائلة يكون لها توابع سلبية مستقبلاً.
وتابع: تعاني بعض الأندية من عدم الاختيار الصحيح للأجهزة الفنية من البداية، مما يعرضها للتغيير عند حدوث هزات النتائج، كما يوجد سوء توفيق لعدد من المدربين في النتائج، فأحياناً نجد مدرباً جيداً، ولكنه غير موفق مع فريقه، ومن هنا يلزم التغيير، الذي قد يأتي بثمار إيجابية كما يحدث مع بعض الفرق التي تقوم باستبدال أجهزتها الفنية واستقدام جهاز جديد ينتشل الفريق من عثرته.
صنع الفارق وأضاف عبدالله حسن: أحياناً يدفع المدرب ثمن سوء اختيار اللاعبين خصوصاً الأجانب، وفي الوقت نفسه فإنه إذا أحسن النادي اختيار الأجانب يمكن أن يصنعوا فارقاً كبيراً يستفيد منه فريق الكرة والجهاز الفني، والعكس صحيح، لذلك أصبح من الضرورة على إدارات الأندية الاختيار الجيد للاعبين الأجانب القادرين على صنع الفارق.