أعاذليَّ كفى لومٌ وعِتابُ
هوَيْنكُما فقَد أضحت بلادي خرابُ
وإنّي لا يصقلُ البينُ همّتي
فكفَى لقتلي أن يصيحَ غُرابُ
إذا ما ثالثةٌ دهَتني منَ
الأثافي فصحبي في النائباتِ ذئابُ
إذا ما عطرُ مَنشمٍ دُقَّ بيننا
وجدتَ دمعاً لا يهجرَ الأهدابُ
ولقد برى الغمُّ عظمي ولحّ بي
كفاني صعابٌ ورَّثَتها صعابُ
فلمّا رأيتُ الدماءُ على خبزةٍ
تُباحُ وحولنا يصفّق الأغراب
هانَت جميعُ متاعبي وتبعثرت
وتحوّلت من هولِ ما لحظتُ تُرابُ
ابنو قومي أما آن مرّةً
تثور على الطغاةِ صوارمُنا ولا نَهابُ
ابنوا قومي كفى بنا غرةً
وقد عاثت بجنانِنا الأذنابُ
فبواسلٌ في السلمِ تخفقِ راياتهم
يصيّرهم صوتُ الصهيلِ كلابُ
وأئمةٌ اذا ما امرئٍ هوى
ليت شعري على العدا لهم أنيابُ؟
تراهُم سجّداً ليسَ للهِ حمداً
ولكن لمن خلعنَ لهم أثوابُ
عسرت عليّ أرضي ومللتها
لكنّ مالي لأخرى عزمةٌ وركابُ
فغطاءِ ثراها ولو قيلَ أرعنٌ
وبقاءِ بقاها ولو طالَ الغيابُ
ابنوا قومي كفى ماحلّ بنا
وقد تولّانا كاذبٌ هيّابُ
عصارةُ وجدي اوجدت كلماً
فاجعلوا منه سحاباً لا سرابُ
-العيلامي-