التفاحة البيضاء
جميعنا سمع المثل القائل "التفاحة الفاسدة في الصندوق تفسد البقية ". ومن هُنا طبقنا المثل على حتمية تأثير الشر على الخير، فالصديق السيئ يؤثر على صديقه ذي الأخلاق الحسنة ويجره كمن يجر دلوًا فارغًا بكل سهولة من أسفل البئر. لكن ماذا لو تخيلنا أن هذا الدلو مملوء بالماء العذب، حينها سيصعب على هذا الصديق جره وبالتالي لن يستجيب له.

هكذا هو ذو الخلق الحسن لن يرضخ ويغير أيًّا من مبادئه ليرضي صديقه، كيف لا ومبادؤه وقيمه مغروسة داخل قلبه ومحفورة كالآثار التي تظل مهما مرت السنين وعصفت الرياح؟!

إذن، نعود لنتساءل: لماذا نتعامل مع الشر على أنه فيروس لا بد أن ينتقل للخير فيصيبه بدائه؟! لِمَ لا نتعامل معه كشيء يمكن التصدي له فيكون هذا المحسن كالخلية البيضاء الذي يدافع عن مبادئه بكل قوة؟ ليكنْ الدلو المملوء بالماء الطيب هو من يسحب صاحبه ويغرقه معه في نقائه ليتطهَّر. نعم هكذا يجب أن يكون من يصل إلى مرتبة انتصار الخير على الشر في داخله، شخصٌ لا يتراجع للوراء ويتأثر بالآخر بل هو من يكون المؤثر.


عند ذلك لو تعمقنا بتفكيرنا في مثلنا الذي بدأنا به سنجد أن تلك التفاحة الفاسدة التي أفسدت جميع التفاحات الصالحة هي تفاحة قوية تملك من التأثير الكثير، إلا أن هذا التأثير لا يقتصر عليها بل يمكن أن يملكه بعض الناس سواء كانوا ذوي أخلاق إيجابية أو سلبية، وسيكون من الأمثل محاولة إصلاح هذه الشخصية السلبية المؤثرة فهي تستحق منا عناء التغيير، أما وقد رفضت ذلك فعندئذ سنكون مضطرين -وكحلٍّ أخير- إلى إبعادها من الصندوق.

وهنا وجدت حكمة أجمل "التفاحة الصالحة في الصندوق تصلح التفاحة الفاسدة".