يعتبر الأمير روبرت واحداً من أشهر المغامرين فى التاريخ، و نحن اليوم نعرفه كجندى قائد الفرسان الجرئ الذى كان يكتسح كل ما يقف فى سبيله. و المعروف ان روبرت بدأ بحاراً فى هيئة قرصان مهذب، ثم أنتهى بالأمارة على أسطول بريطانى ضخم. كما أنه كان فناناً ترك بعض الأعمال الفنية الجميلة، و عالماً يجرى التجارب العملية فى معمله الخاص. وقد أستطاع روبرت أن ينهض بالأمبراطورية و يخطط لها فى سبيل أستعمار المزيد من الأراضى الجديدة.

ولد روبرت عام 1619، وكانت امه إليزابيث أميرة بريطانية، أخت الملك شارل الأول. أما والده فكان حاكماً على ولاية " بلاتينات " الجرمانية.وقد واكب مولد روبرت نشوب حرب الثلاثين عاماً فى أوروبا، و التى بسببها طرد أبوه من مملكته الصغيرة، وكان روبرت قد أمضى حداثته فى هولندا.

زاول روبرت الجندية فى سن مبكرة، ففى الثالثة عشرة رافق الجيش الهولندى فى إحدى الغزوات الصغيرة، كما كانت فترة شبابه تتخللها بعض الأعمال الحربية. و فى التاسعة عشرة وقع فى الأسر، و لم يفرج عنه إلا بعد أن قضى ثلاث سنوات، ثم أشترط عليه ألا يشارك فى الحرب الثانية.

إلا أن روبرت أشترك فى الحرب ثانية، ففى عام 1642 نشبت الحرب الأهلية فى إنجلترا، فبادر إلى عرض خدماته على عمه الملك شارل الأول الذىرحب بقبولها و منحه رتبة جنرال فى الخيالة. وفى السنوات التى تلت قام روبرت بعدد من الأعمال الناجحة، و برز خاصة فى العمليات المحدودة النطاق كالمناوشات بالفرسان و الإغارة على أراضى العدو. أما فى المعارك الكبرى فلم يكن حظه من النجاح كبيراً، من ذلك أنه فى المعركة الكبرى فلم يكن حظه من النجاح كبيراً، من ذلك أنه فى المعركة الأولى للحرب فى " ايدج هيل " قامت قواته بأكتساح كل ما واجهها. و أخذت تطارد فلول الهاربين خارج ميدان القتال، بدل العودة لمساعدة باقى قوات جيش الملك، فكانت نتيجة المعركة غير حاسمة.

فى عام 1644 بلغت الحرب مرحلتها النهائية. وقد تمكن روبرت بمناورة بارعة من تحرير " يورك " التى كانت تحاصرها قوات البرلمان. إلا أن الكارثة وقعت بعد ذلك، ففى معركة " مارستن مور " واجه روبرت " أوليفر كرومويل " لأول مرة. وكان كرومويل قد أمضى ثلاثة أشهر فى تدريب فرقة خاصة من الخيالة، فتفوقت قواته على قوات روبرت وأنزلت بها هزيمة شديدة، وفى العام التالى هزم جيش الملك مرة ثانية فى نازبى. و سرعان ما وضعت الحرب أوزارها بعد ذلك، وأضطر روبرت إلى مغادرة البلاد.
بعد ذلك بدأ روبرت الكفاح فى البحر، فتمكن من الأستيلاء على بعض السفن، وقادها لمحاربة السفن الإنجليزية. وقد لاقى بعض النجاح، ولكن السفن الإنجليزية. وقد لاقى بعض النجاح، ولكن سفن الأدميرال " بليك " راحت تطارده دون هوادة، فأضطر للكف عن نشاطه، وأنتقل إلى ألمانيا. ولما عاد شارل الثانى إلى العرش عام 16660، رجع روبرت إلى إنجلترا واصبح أدميرالاً و عضواً فى مجلس الخصوص. وقد أشترك بعد ذلك فى معارك عدة ضد الهولنديين الذين كان لهم أسطول قوى فى ذلك الوقت.
وفى اواخر أيامه أهتم روبرت بنشاطات غير حربية، فكان يجرى التجارب الكيميائية المتنوعة، وأخترع مادة مفرقعة قوية. كما كان فناناً قديراً أكتشف طرقاً جديدة للتلوين. وكان روبرت واحداً من أمهر لاعبى كرة المضرب فى إنجلترا، و قليلون هم الذين تمتعوا بحياتهم مثلما تمتع روبرت، فالحياة بالنسبة له كانت بعيدة عن القعود و الملل.