في ظلّ هذا الركام المميت الذي يسمّى بالحياة انا مازلتُ انا ، إنَّني لم أتغَيَّر ،
لازالَ قلبي يخفقُ وحدةً ويأساً ،
كأنَّهُ كمانٌ ضجرَ منه صاحبه لأنّه لا يستطيع العزف عليه بعدما أصيبَ بالصمم
كورقةٍ من أوراقِ الخريف المتساقطة يسحقُهُ الذاهبُ والآتي كسَمكةٍ تسبحُ وحدها في زجاجة
كعصفورٍ قتيلٍ يلعبُ فيهِ الصغار
كحبرٍ ينتهي ليملأ مافي الدفاتِر
أنا ما زلتُ أنا .!
لازلتُ أبكي على أتفهِ الأشياء وأضحكُ على أسخفها
أنا طفلٌ بلغَ العشرينَ في ليلةٍ وضُحاها ،
فلا يزال ذلك الطفلُ بداخلي يبكي عندما لا يرى والديه ..
ذلكَ الطفلُ الصغير ..
الذي حوَّلتهُ المتاعب إلى شيخٍ
في ريعانِ شبابه!
لا تنظُر إليّ عندما ابدأُ بالضحِك
فوراءَ هذينِ العينينِ كلامٌ
يُبكي الحجَر
ويخلعُ الجبال من أوتادِها
أنا لا زلتُ أنا ..
اتلعثَمُ عندما أتكلَّم
كما كنتُ في الطفولة
وأفتحُ ذراعيّ تحتَ المطَر
كما كنت في الطفولة
فإذا مات هذا الطفلُ الصغير
أموتُ أنا!
لازلتُ اعانِدُهُ
ألبسُ الأسود خلافَ مايُريد
أبكي لوحدي خلافَ مايُريد
ادخّن السجائِر ، اتجنّب الناس
اخلو بنفسي ، أحرقُ نفسي
خلافَ مايُريد
لكنَّني .. لازلتُ أنا ..!