سعوديات يلجأن إلى الكمامة الطبية بديلا عن النقاب
حسن علي - القطيف 24 / 11 / 2023م - 8:44 م
لاحظ مراقبون في المملكة انتشارا ملحوظا لارتداء الكمامة الطبية بديلا عن غطاء الوجه الذي يظهر العينين فقط ”النقاب“ لدى النساء في الآونة الأخيرة.
وبدأ استخدام الكمامة بديلا عن النقاب بعد جائحة كورونا حين أجبر الجميع على ارتداء الكمامة الطبية للوقاية من عدوى الفيروس.
وبدا أن الكثير من النساء السعوديات وجدن بأن وضع الكمامة التي تغطي الأنف والفم أكثر راحة من ارتداء النقاب الذي يغطي كامل الوجه ما عدا العينين.
وقالت سلمى المحسن، وهي سيدة سعودية تعيش في مدينة الدمام، إنها بدأت ترتدي الكمامة الطبية بدلا عن النقاب منذ عامين.
وأضافت: ”أجدها أكثر راحة وأقل تقييدا. كما أنها مناسبة أكثر للقيادة، حيث أستطيع الرؤية بشكل أفضل“.
ومنذ سنوات هناك نسبة معينة من النساء السعوديات تخلين عن ارتداء النقاب تماما، لكن الأكثرية لا تزال ملتزمة بارتدائه.
ويقول البعض بأن وضع الكمامة الطبية يبدو تخفيفا لغطاء الوجه ويعتبر عند العائلات المحافظة أهون من كشف الوجه وترك النقاب نهائيا.
ووصف البعض ارتداء الكمامة الطبية بأنه طريقة ذكية للالتفاف على النقاب الذي تتسمك به العائلات المحافظة وتفرض على بناتها ارتداءه.
وقالت نورة الناصر: ”عائلتي محافظة وتفرض علي ارتداء النقاب. لكنني أجد أن الكمامة الطبية أكثر راحة، لذلك بدأت أرتديها“.
ويرى مراقبون أن انتشار ارتداء الكمامة الطبية بديلا عن النقاب قد يشكل مؤشرا على تراجع الالتزام بارتداء النقاب.
المرأة السعودية تعيش ميلاداً جديداًمن جانبه، قال الأخصائي النفسي جلال عبدالناصر أن التجارب التي يمر بها الإنسان عبر العصور تترك أثراً على المستوى النفسي والاجتماعي، مشيراً إلى أن الثورة الصناعية في أوروبا ودخول المرأة إلى المصانع أحدثت تغييراً على مستوى الموضة، حيث اضطررن إلى تغيير ملابسهن نظراً لظروف العمل.
وأضاف أن هذا التغيير بدأ يخرج من إطار المعامل إلى أوساط المجتمع، مبيناً أنه حدث أيضاً في أمريكا بعد أن أصبح للمرأة الحق في التصويت، حيث بدأن يرتدين ملابس مختلفة تعبيراً عن فرحتهن في الحصول على حقهن الاجتماعي.
وفيما يخص إثر جائحة كورونا، أشار عبدالناصر إلى أن هناك تجربة مشابهة وهي الإنفلونزا الإسبانية التي تركت أثراً، فعلى سبيل المثال نشرت الصحف في ذلك الوقت أن التنورة الطويلة قد تكون عرضة لحمل الجراثيم نظراً لملامستها للأرض، وبالتالي تكون التنورة القصرة أكثر أماناً.
وحدث الأمر نفسه في جائحة كورونا، حيث أشار إلى أن النقاب قد يكون عرضة لحمل الفيروس وبالتالي عملية غسيله يجب أن تكون مستمرة، وبالتالي فإن الكمام الأسود بديل، خصوصاً لأنه يستخدم لمرة واحدة أو لفترة قصيرة.
وقال اتجه شخصيا إلى ما يسمى ”PTG“ وهي إختصار إلى ”post-traumatic growth“ والتي تعني التغيير الإيجابي نتيجة مواجهة الأزمة.
وأوضح أنه يعتقد أن التغييرات التي حدثت في ملابس المرأة في السعودية خلال جائحة كورونا هي من نوع التغيير الإيجابي نتيجة مواجهة الأزمة، حيث ظلت المرأة السعودية حبيسة أفكار الرجل وأسيرة الثقافة الموروثة.
وأشار إلى أن هذا التغيير يعكس الرغبة في الانتقال من حقبة متشددة إلى حقبة أخرى أكثر انفتاحاً، مبيناً أن هناك من يعتقد بأن وجود النقاب ضمن مجموعة من الأقمشة تحدد مستوى الحشمة أو الستر كما العباءة، وبالتالي هو علامة تعكس مستوى من التدين أو الالتزام للمرأة.
وأضاف أن هناك من يجد بأن تنازل المرأة السعودية عن اللبس التقليدي هو خروج عن العادة، إلا أن هذا الخروج لا يعني انحرافاً، وإنما هو استقلالية فكرية، حيث أصبحت المرأة اليوم في السعودية صاحبة قرار.
وأكد أنه ليس من حق أحد أن يفرض على المرأة ثقافة عمرها ثلاثمائة سنة، وإلا فإننا سنشاهد رائدة فضاء سعودية بالعباءة والنقاب على متن سفينة فضاء.
ولفت إلى أن ما يحدث حالياً هو رفض غير معلن للمرأة لثقافة النقاب والرغبة في الشعور بالحرية مفك القيود، مبيناً أن ذلك النوع من الانفتاح لا يعني خروجاً عن الدين أو حتى حالة تمرد على الثقافة، وإنما هو مواكبة للعصر الذي نعيشه.
وخلص عبدالناصر إلى أن هذا التغيير هو ميلاد جديد للمرأة السعودية، وعليها أن تستغل هذه الفرصة، مؤكداً أن المرأة السعودية إذا فتح لها المجال سوف تنطلق، وقد أثبتت التجربة هذا الشيء.
وأضاف أن ذلك لوحظ لدى المتبعثات على سبيل المثال، حيث أعطاهن وجود البيئة الحاضنة والتي تولى الجانب العلمي كأساس وليس الجانب التقليدي فرصة للإبداع، وهذا ما نحتاج إليه في هذه الفترة