..
..
مساءٌ مختصر بشدّة ، أمّا أنت ..
والآن ..
أكتبُ عن الأشياء الصامتة ، عن الضوء وهو يغادر شبّاكي ، ويغمز للطريق مشاكسة ، عن الكرّاس الذي ينكمش كلّما شرعت أكتب شيئا مختصراً عن مسارين لم يوفّقا يوماً في نقطة لقاء !
أكتب عن الفراغ الصاخب الذي أحاط بكلّ الأشياء الممتلئة هنا ، ضيّع بعبثه عناوينها ، أزال ختم الذكرى من كلّ زاوية فيها ، ووصمها بعار النسيان ، تركها بعد رحلة هزيمة طويلة ، عاجزة ومجوّفة!
أكتب عن الساعة المصلوبة هناك بلا عقارب لكنها لا تكفّ عن ( التكتكة) _ الصياح_ لربما أيقظت رأسي المتورّم أصلا من نوبة صمت مريرة ، قد يخرج عن المألوف ، ويكون في مشهد مؤقت لألعاب الخفّة التي تنمو فوق الأرصفة بلا تذاكر أو مواعيد مسبقة ، يمتدّ للحظات ثم يعود إلى سابق عهده بلا أي جدوى !
أكتب لكي لا أبدو ممسوسة ، وعاجزة عن المواصلة ، و لا يبدو الأمر غريبا حين أكتب باختصار !