أروع شِلَّة الأصدقاء من فيهم خصلتان!
أجمل ما في الدنيا "شِلَّة" أصدقاء تقضي معهم وقتًا مفيدًا للجسم والعقل من غير حاجة للفضفضة في أخبار النّاس وأحوالهم. فضفضة تؤدي شيئًا فشيئًا إلى الغيبة. شِلّة إذا غبتَ عنهم ذكروك وإذا حضرتهم أشبعوك!
لو استطعتُ أن أغلق فمي عشتُ عمري سليمًا من الأذى فإن أكثر الأذى يأتي من الفم في كثرة الطعام وكثرة الكلام. ما كثرت السمنة في هذه الآونة إلا من شيئين؛ كم نأكل وماذا نأكل؟ وما كثرت المشكلات الاجتماعية إلا من اللسان. ترى شابًّا أو شابة في غاية الرشاقة ثم بعد مدة تراه فإذا كلّ الرشاقة اختفت! تسأل: ماذا حدث؟ إنه الأكل -الكثير- يا صديقي! أما مشكلات اللسان فلا تحتاج سوى معاشرة النّاس وتعرف حجم المشكلات الاجتماعية التي منشؤها اللسان!
الأكل في فصل الشتاء أشهى من بقية فصول السنة وفي الجو المعتدل الحرارة فرصة للتخفّف من بعض الكيلو جرامات من الشحم واللحم. معادلة بسيطة لمن يظن أنه يكسب الوزن من دون أن يأكل:
Input = Output +Accumulation أي: الكتلة الداخِلة = الكتلة الخارجة + الكتلة المكومة أو: الكتلة المكومَة = الكتلة الداخِلة - الكتلة الخارجة.
مثال: لو أن جسمي بكل تفاعلاته يحتاج إلى 2000 سعرة حرارية واستهلكتُ أكثر من ذلك فإن وزني سوف يزداد، إلى أن أتَخلص من الطاقة الفائضة. أما من يقول: أنا لا آكل كثيرًا لكن وزني يزداد! نعم، أنت لا تأكل كثيرًا، لكن إذا كنت سليمًا فأنت تأكل أكثر مما تصرف من طاقة الغذاء!
القارئ الكريم: دعك من الحسابات والمعادلات؛ استمتع بالأكل -الحلال- في هذا الجوّ البديع، في الرحلات وفي جلسات الأصدقاء والعائلة، لكن راقب وزن جسمك كي لا يزداد كثيرًا وتقع في المحذورات الصحية. الأكل من نعم الله الشهية إنما الشيطان كامنٌ في زيادة الأكل عن الحاجة وفي الطعام السيء، وكلاهما حاصل في هذه الآونة؛ نأكل كثيرًا ونأكل كلّ شيء!
ألا إنّ الطعام دواء داءٍ
به ابتُليَت من القِدم الأنامُ
فداوِ سَقامَ جُوعكَ عن كَفافٍ
فأِكثار الدواءِ هو السَقامُ
وما أكل المطاعمِ لالتِذاذٍ
ولكن للحياةِ بها دوامُ
طعام الناس أعجب ما أحبّوا
فمنه حياتهم وبه الحِمامُ
يقودهم الزمانُ إلى المنايا
وما غير الطعامِ لهم زمامُ
ثم فاكهة شهية في مجالس الليل الطويل ابتعد عنها! فاكهة -أكثرنا- لا يستطيع الامتناع عنها وهي فاكهة "الغيبة". فاكهة تزيد من وزن الذنوب وحرّمها الإسلام. فاكهة لا يحتاج القارئ الكريم كلامًا من عندي لكي يعرف بشاعاتهَا.
غاية المرام: إن السلامة في وقوف البطن عن كثرةِ الطعام ووقوف اللسان عن القيلِ والقال من الكلام! لا أدري كم من التوصيات الواضحة في خطورة هذين الأمرين من الطبّ والدين، مع ذلك تبقى إرادتنا -إلا من رحم ربي- أضعف من مقاومة الطعام والكلام! ربما الحل هو قضاء جزء من الوقت في الرياضة، على الشاطئ، خاليًا من الطعام والكلام!