مصدر الصورة: (ANN RONAN PICTURES/PRINT COLLECTOR/GETTY IMAGES) - history.com
معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (هل العالم يحتاج لأكثر من هذا؟) – حسن المرهون
معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية – [Nuclear Non-Proliferation Treaty (NPT)] هي معاهدة دولية تاريخية تهدف لمنع انتشار الأسلحة النووية وتكنولوجيا الأسلحة، وتعزيز التعاون في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية ونزع السلاح النووي في أرجاء المعمورة
فبعد مناقشات طويلة بين الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة عام 1968م تم التوقيع على المعاهدة على أن تدخل حيز التنفيذ عام 1970م. وفي عام 1995م تم تمديد المعاهدة الى أجل غير مسمى وإنضم للمعاهدة معظم دول العالم (191 دولة).
مدينة هيروشيما اليابانية بعد الفنبلة النووية الأمريكية
وهذه المعاهدة قسمت دول العالم الى قسمين قسم الدول النووية والدول الغير نووية. وشملت في حينها الدول الحائزة للأسلحة النووية وهي الدول الخمس المعروف أنها تمتلك أسلحة نووية في ذلك الوقت، وهي الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وبريطانيا وفرنسا والصين.
وبموجب هذه المعاهدة:
- على الدول النووية عدم استخدام الأسلحة النووية.
- عدم مساعدة الدول غير النووية على الحصول على أسلحة نووية.
- على الدول النووية تخفيض مخزوناتهم من الأسلحة النووية تدريجيا بهدف نهائي هو نزع السلاح الكامل.
- على الدول الغير نووية عدم حيازة أو تطوير أسلحة نووية.
دمار القتبلة النووية عام 1945م مشابه للأسلحة الغير نووية عام 2023م. (المصدر 3).
وعندما إنهار الاتحاد السوفيتي في أوائل التسعينيات، كانت بعض مخازن الأسلحة النووية منتشرة على أراضي الدول المنفصىلة عن الإتحاد السوفيتي والصديقة مثل كازاخستان وبيلاروسيا وأوكرانيا. وبناء على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وجدية العالم على تطبيقها تم إبطال مفعول هذه الأسلحة وإعادتها إلى روسيا.
لكن هناك بعض الدول لم توقع على هذه المعاهدة واختارت تطوير ترسانتها النووية بعيدا عن المراقبة مثل الهند وباكستان ودولة الإحتلال اسرائيل ، وبعضها إنسحب بعد التوقيع مثل كوريا الشمالية التي انسحبت عام 2003م.
القنبلة النووية التي تم القائها على مدينة هيروشيما عام 1945م
وتم استخدام القنابل الذرية مرتين من قبل أمريكا ضد اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية، على مدينتي هيروشيما وناجازاكي بتاريخ 6 أغسطس 1945 و 9 أغسطس 1945م وقتلت أكثر من 200 الف إنسان. أما الأسلحة المتطورة الغير نووية فهي في متناول الجميع في وقتنا الحاضر – وتم استخدامها وما يزال في كل مكان على وجه الأرض “آلاف المرات” – وفي كل يوم هذه الأسلحة تفتك بالإنسان وخاصة الأطفال بلا هوادة. ونكاد نجزم بأن كل دول العالم قاطبة تعمل ليلا ونهارا لتطوير اسلحتها التقليدية ، وبعضها بات خطرا جدا قد يفوق السلاح النووي في بداياته.
والآن وبعد مرور 78 سنة من القصف النووي على هيروشيما وناجازاكي ، وبعد أكثر من 53 عام من توقيع معظم دول العالم على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ، وبعد تطوير الأسلحة التقليدية الغير نووية الى درجة من الدمار تضاهي القدرة النووية التي على أساسها تمت المعاهدة عام 1968م …. فهل يحتاج العالم الى معاهدات جديدة وواضحة للحد من السلاح “النووي” والغير نووي على حد سواء للحفاظ على البشرية ووضع حد الى هذا التوحش البشري المخيف والمتفاقم.