آلاف المدنيين عالقون في مستشفيات غزة وسط معارك عنيفة
تواصل القصف والمعارك العنيفة في محيط مستشفيات غزة أمس بين الجيش الإسرائيلي الذي يحاول التقدّم داخل غزة وحركة حماس ما يهدّد حياة آلاف الفلسطينيين العالقين في مرافق صحية حذّرت منظمات دولية من أن وضعها «كارثي».
وأعلن وكيل وزارة الصحة في غزة يوسف أبو الريش أن إسرائيل دمّرت «بالكامل مبنى قسم القلب في مستشفى الشفاء»، وقصفت 5 مبانٍ في المستشفى الأكبر في قطاع غزة، حيث لا يزال عشرات الآلاف من النازحين والجرحى والمرضى عالقين، بينما تتركز المعارك في محيطه منذ يومين وتحاصره الدبابات.
وكان الجيش نفى في وقت سابق استهداف المستشفى بشكل متعمد، ولكنه كرّر اتهام «حماس» باستخدام المرافق الطبية مقار لها ولقيادييها وبنيتها العسكرية، وهو ما تنفيه الحركة.
ممر آمن
وبحسب بيان عسكري إسرائيلي أمس، فُتح «ممرّ آمن يمكّن السكان المدنيين من الإخلاء مشياً على الأقدام أو بوساطة سيارات الإسعاف من مستشفيات الشفاء والرنتيسي وناصر». وردت شاينا لو من منظمة «أن آر سي - فلسطين» غير الحكومية «كيف يمكن للجرحى أن يمشوا كيلومترات من أجل بلوغ مكان آمن؟!».
وقالت منظمة «أطباء بلا حدود» أمس «في حال لم نوقف سفك الدماء فوراً عبر وقف إطلاق النار أو الحد الأدنى من إجلاء المرضى، ستصبح هذه المستشفيات مشرحة». وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن 20 من أصل المستشفيات الـ36 في غزة باتت «خارج الخدمة».
وأعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس عن قلقه أمس بعد «فقدان الاتصال» مع محاوريه في مستشفى الشفاء. ولا تقتصر المعارك على محيط مستشفى الشفاء، وإنما تدور أيضاً قرب مستشفيات أخرى في شمالي غزة ومنها المستشفى الإندونيسي. وقال مديره عاطف الكحلوت إن نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات دفع إلى قطع الكهرباء عن محطة تحلية المياه وأجهزة طبية.
وقالت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني إنّ «الدبابات والآليات العسكرية تحاصر مستشفى القدس من جميع الجهات». ويتصاعد الدخان من مناطق عدة في قطاع غزة، ففي مدينة بني سهيلا، أفاد مراسل لوكالة فرانس برس بتدمير عشرات المنازل ومقتل عدد من الأشخاص وإصابة العشرات بجروح في غارة إسرائيلية أمس.
وقُتل أكثر من 11180 شخصاً في قطاع غزة في القصف الإسرائيلي منذ بدء الحرب، ومن بينهم أكثر من 4506 أطفال، بحسب وزارة الصحّة في غزة.
في الأثناء، قال مسؤول فلسطيني مطلع على محادثات الرهائن في غزة لرويترز إن حركة «حماس» علقت المفاوضات في شأن الرهائن بسبب ما تقوم به إسرائيل من حصار لمستشفى الشفاء.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أشار في مقابلة مع شبكة «إن بي سي» الأمريكية أمس إلى احتمال التوصل إلى اتفاق للإفراج عن رهائن تحتجزهم حركة حماس. ولدى سؤاله عن إمكان التوصل إلى اتفاق في شأن النساء والأطفال والمسنين المحتجزين رهائن لدى «حماس» في قطاع غزة، أجاب نتانياهو «ذلك محتمل، ولكن كلما قللت كلامي عن هذا الموضوع، ازدادت فرص تحقّقه».
وفي وقت سابق، أفاد مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون بمناقشة فكرة لإطلاق سراح قرابة 80 امرأة وطفلاً تحتجزهم «حماس» مقابل إفراج تل أبيب عن فلسطينيات وأطفال أسرى في سجون إسرائيل، بحسب موقع «أكسيوس» الأمريكي. وذكر مسؤولون إسرائيليون أن الصفقة التي تجرى مناقشتها من الممكن أن تشمل أيضاً السماح بدخول الوقود إلى قطاع غزة.