قال المدير الطبي لمستشفی شهداء الاقصی في غزة، د.اياد محمد الجبري في حديث خص به برنامج ضيف وحوار علی شاشة قناة العالم الاخبارية:"لم أشهد مثيلاً للجرائم التي تشهدها قطاع غزة منذ 50 عام، فغزة لاتشهد حالة حرب، انما هي حرب إبادة جماعية للشعب الفلسطيني. لم نری مثل هذه الصواريخ ولم نری مثل هذه الاشلاء ولم نری مثل هذه الضربات التي تفتك بالبشر والشجر والحجر"
الاحتلال يجرب أسلحة جديدة في غزة
وأوضح ان كم الاصابات وحجمها يوحي بأن الاسلحة التي يستخدمها الاحتلال، هي اسلحة جديدة يضرب بها البنی التحتية والمواطنين في غزة. مشيراً الی ان المستشفيات في غزة، تستقبل كميات كبيرة من الشهداء، عبارة عن اطراف مقطعة ورؤوس بلا جثث واجساد بلا رؤوس وأشلاء لايمكن التعرف عليها حتی من قبل أقربائها.
وأشار الی حالة غريبة لبعض الشهداء، مبيناً ان اجسادهم سالمة وهذا ناتج عن كمية دفع واستجلاب الهواء التي تحدثه قنابل الاحتلال بحيث تتمزق الاعضاء الداخلية في الانسان دون ان يعلم الاخرون سبب موتهوعن القنابل الحارقة التي يستخدمها الاحتلال لضرب المدنيين في غزة، قال د. اياد الجبري ان المصاب بحروق بنسبة 50 بالمئة لن يستطيع البقاء علی قيد الحياة في حين ان مستشفيات غزة تستقبل مصابين بحروق نسبتها 100 بالمئة.
وأكد ان الأطباء أصبحوا يجهشون بالبكاء عندما يرون مشاهد الجثث والاشلاء التي تستقبلها المستشفيات.
عدد الإصابات خارج نطاق استيعاب المستشفيات
واعتبر المدير الطبي لمستشفی شهداء الاقصی ان العمل في هذه المستشفی التي هي الوحيدة في المنطقة الوسطی أصبح تحد لطاقمها، فقد كانت تخدم 350 ألف نسمة سابقاً وأصبحت تخدم مليون نسمة نظراً للنزوح الذي حصل إثر قصف شمال غزة.
وأشار الی ان المستشفی كانت تستقبل 10 حالات وإذا بها تستقبل كل مرة 40 شهيداً و70 جريحاً، مؤكداً ان هذه الحالة أنهكت طاقم المستشفی، لكن ما شكل صدمة ونكسة كبيرة لنا كان بعض أفراد طاقمنا الذين ذهبوا ليرتاحوا في بيوتهم وعادوا للمستشفی شهداء.
وقال د. اياد ان مستشفی شهداء الأقصی كانت تستقبل 170 حالة سريرية سابقاً والان اصبحت مرغمة علی استقبال 430 حالة سريرية وهذا خارج عن نطاق استيعاب المستشفی
لأول مرة في غزة.. المفاضلة في انقاذ المصابين
وكشف المدير الطبي لمستشفی شهداء الاقصی ان المستشفی لأول مرة وصلت الی مرحلة مفاضلة المصابين موضحاً ان الاطباء اصبحوا يتركون الاصابات التي لايمكن انقاذها لينقذوا حالات اخری يمكن انقاذها.
وشدد علی ان كثرة الاصابات جعلت الاطباء مرغمين علی اجراء العمليات الجراحية علی سرير المصابين وليس في غرف العمليات وتجری العمليات دون بنج لعدم وجود ادوية مخدرة وهذا ما يحدث آلاماً فضيعة للمصاب وكثيراً ما نتأثر من التعامل مع هكذا مشاهد مع المصابين.
ووصف اجراء العمليات في اماكن مليئة بالبكتيريا وغيرمعقمة، بأنه وضع صعب جداً يتسبب بالتهابات للمصاب ولايمكن تخيل صعوبته للانسان.
سقوط مشفي الشفاء سيسقط المنظومة الصحية في غزة
وحذر من ان قطاع غزة علی شفا كارثة كبيرة، فبعد سقوط مستشفی الرنتيسي ومستشفی النصر ومستشفی الخدمة العامة، ومستشفی العودة وباقی مستشفيات شمال غزة، لم يبقی سوی مستشفی الشفاء واذا سقطت مستشفی الشفاء سوف يتسبب ذلك بكارثة في غزة، لان مستشفی الاقصی غيرقادرة علی استيعاب مصابين وطاقم مستشفيات الشمال، فمستشفی الشفاء هي أضخم مستشفی في غزة وتستوعب تخصصات غيرموجودة في باقي المستشفيات وسقوط مشفي الشفاء سيكون بمثابة سقوط المنظومة الصحية في قطاع غزة.
وشدد علی حرمة استهداف المستشفيات في القانون الدولي، مؤكداً ان العدو المتغطرس اصبح يستبيح المستشفيات بدعم من الدول الغربية والاوروبية التي لاتنظر نظرة انسانية للشعب الفلسطيني المظلوم المقهور.
مستشفيات غزة تطالب بممر آمن ووقود
وطالب المدير الطبي لمستشفی شهداء الاقصی بممرامن النقل الجرحي الی خارج القطاع واستجلاب وفود طبية تساعد الطاقم الفلسطيني في غزة في أمر انقاذ المصابين لأن كل الطاقم الطبي الفلسطيني أصبح منهكاً نتيجة الحجم الكبير من المصابين.
وأشار د. اياد الجبري الی توقف الكثير من المستشفيات بسبب نفاذ الوقود في قطاع غزة محذراً من ان مستشفی شهداء الاقصی لن تصمد أكثر من يومين أو أكثر اذا لم يصلها وقود وسوف تخرج عن الخدمة.