أنا أعلم أنّ القليل في الحب لا يرضيك، كما أعلم أن القليل في الحب لا يرضيني، أنت وأنا لا ولن نرضى بالقليل، نحن نريد الكثير، نحن نريد كل شيء، نحن نريد الكمال
أنا أعلم أنّ القليل في الحب لا يرضيك، كما أعلم أن القليل في الحب لا يرضيني، أنت وأنا لا ولن نرضى بالقليل، نحن نريد الكثير، نحن نريد كل شيء، نحن نريد الكمال
تقولين لي أنك تخافين الحب، لماذا تخافينه يا صغيرتي؟
أتخافين نور الشمس،
أتخافين مدَّ البحر، أتخافين طلوع الفجر،
أتخافين مجيء الربيع،
لما يا ترى تخافين الحب؟
لقد انصرفت عن كل ما وجدته بانتظاري في هذا المكتب لأصرف نهاري مصغيًا إلى حديثك الذي يتمايل بين العذوبة والتعنيف، أقول التعنيف لأنني وجدت في رسالتك الثانية بعض الملاحظات التي لو سمحت لنفسي الفرحة أن تتألم لتألمت منها
ما قولك في رجل يستيقظ من غفلته صباحًا فيجد إلى جانب فراشه "رسالة" من صديقة يحبها فيقول بصوت عالٍ "صباح الخير، أهلًا وسهلًا" ثم يفتح الرسالة بلجاجة العطشان، فماذا يجد؟ لا أكثر ولا أقل من قصيدة جغرافية لشوقي بك
وفي هذه الرابطة يا ميّ، في هذه العاطفة النفسية، في هذا التفاهم الخفي، أحلام أغرب وأعجب من كلّ ما يتمايل في القلب البشري، أحلام طيّ أحلام طيّ أحلام
وبِمَ أُجيب على سؤالاتك، وكيف أستطيع متابعة الحديث وفي النفس ما لا يسيل مع الحبر؟ ولكن لا بد من متابعة الحديث، فما بقي صامتًا ليس بالغير مفهوم لديك
كيف أسمح لنفسي النظر إلى شبه سحابة في سماء صافية مرصّعة بالنجوم، وكيف أحوّل عيني عن شجرة مزهرة إلى ظلّ من أغصانها، وكيف لا أقبل وخزة صغيرة من يد عطرة مفعمة بالجواهر؟ إنّ حديثنا الذي أنقذناه من سكوت خمسة أعوام لا ولن يتحوّل إلى عتاب أو مناظرة
إلى أجنحة مضطربة إنّ يومًا يجيئني منك برسالة واحدة لهو من الأيام بمقام القمة من الجبل فما عسى أن أقول في يوم يجيئني بثلاث رسائل؟ ذلك يوم أنتحي فيه عن سبل الزمن لأصرفه متجولًا في إرم ذات العماد.
قد قلتِ لي مرةً: "ألا إنّ بين العقول مساجلة وبين الأفكار تبادلًا قد لا يتناوله الإدراك الحسي، ولكن من ذا الذي يستطيع نفيه بتاتًا من بين أبناء الوطن الواحد
إنّ في هذه الفقرة الجميلة حقيقة أولية كنت فيما مضى أعرفها بالقياس العقلي، أما الآن فإني أعرفها بالاختيار النفسي، ففي الآونة الأخيرة قد تحقّق لي وجود رابطة معنوية دقيقة قوية غريبة تختلف بطبيعتها ومزاياها وتأثيرها عن كل رابطة أخرى، فهي أشد وأصلب وأبقى بما لا يقاس من الروابط الدموية والجينية حتى والأخلاقية