إلـى بـنـتِ الـرسـولِ هـفـا قـصـيـدي
قصيدة في رثاء أم أبيها فاطمة الزهراء عليها السلام
المهندس وحيد شلال
هي الـزهــراء ُ نورٌ مـن أبيها
أضـاءَ الكـون تـورثـهُ بـنـيـهـا
ومن طهرِ الـسماءِ لها سِـمـاتٌ
سمـاتٌ كـالـمـلائــكِ تـنـتـقيهـا
فعـيـنُ اللهِ تـرعـى خـطوتـيـهـا
وكـفٌّ للــنـبـوُّةِ تــحـتــويـهــا
وحيدرُ زوجُها مرحى ومرحى
لمخـتـتـم ِالحـروبِ ومبـتـديـهـا
بـنـوهـا ســادةٌ الـجـنـاتِ طـُـرّاً
ولـيـسَ لـمثـلهـم فـيهـا شبـيـهـا
إلى بنتِ الرسولِ هفا قـصيدي
فهل يوفي القصيدُ وهـل أفـيهـا
بتربِ المصطفى لحقتْ سريعاً
بعـمر الـوردِ أفـجعـنـا نعـيـهـا
أبـا الـزهـراءِ أجهـدني حـنـيـني
بـنـفـسـي أفـتــديـكَ وأفـتــديـهـا
وعـن فــدَكٍ أقـالــوهـا بـفــتــوى
ظـلالُ الـشكِ صـارت تـعـتريها
بــأن الانــبــيـــاءَ إذا تـــوفـــوا
وأبـقـوْا بعـدهــم مــالاً نـــزيهــا
فليـسَ لـوارثٍ مـنهــا نـصـيـبٌ
وإن أبـدى لهـم ســبـبـاً وجـيـهـا
لماذا يحـرمـوا الــزهـــراءَ إرثـا
ولـو كـانـتْ هــديـّـة تهـتــديـهــا
ألا يـا أيـهـا الســاري حــثـيـثـاً
لأرض ٍ بـاركَ الـرحـمـنُ فـيـهـا
إذا بـلـغ المـسيـرُ ربـوع طـه
وماسَ الركبُ إعجابـاً وتـيـهـا
فـأبْـلِغْـهُ بـمـا صنعـتْ شـتـات ٌ
مـن الاعراب لم تحـفـظ وليها
وأبـلغـهُ بـعـاصـفـة ٍ أنــاخــتْ
على السبـطينِ أفزعـنا دويهـا
فسبطٌ بالمـديـنـةِ صـارَ يـشـكـو
مـن السـمَّ الـزعافِ وحاكـميها
وســبـطٌ رأسـه يحـدوهُ رمــحٌ
فـويـلٌ للـرمـاحِ وحـامـلـيـهــا
وعن حـالِ العـقـيلـةِ والسـبـايـا
لأرضِ الشامِ أجهدهـا سبـيـهــا
مصائبُ لا تطيقُ لها الـرواسـي
لسانُ الحالِ يخبـرُ عـن طـويهـا
فــويـــلٌ مـن امــيـة ثــم ويــــلٌ
بزهوِ الحكمِ قــدْ فـقـدتْ وعيـهـا
وصــارَ المالُ قـبـلـتـها بـصـبـحٍٍ
وخـمـرتـها بـلـيــلٍ تـحـتـســيـهـا
مـلــذاتُ الـحـيـــاةِ غــدتْ مــلاذاً
بأغـلـى الـســعرِ صـارتْ تشتريها
وصـارت شـرعة الاسلامِ ثـوباً
بـهـا يـخـفـي غـوايـتـه غـويـهـا
ابـا الزهـــراء تغـبطـني الـقوافـي
وأطـربُ حـين يقـصـدكـمْ رويـهـا
أبـا الـــزهــراءِ إنـا قــد لـجـأنـا
لآل الــبــيـتِ يـنـقــذنــا هـديـهـا
وبـالـزهـراء اســوتــنـا ونـبـقـى
عـلـى نـهـجِ الـرســالـةِ نقـتـفيهـا
******************************