آلة كنارة باراغواي والتي تعرف محليا تحت اسم [باراغواي إيسابو]، هي آلة ذات أصل أفريقي أوروبي، وصلت إلى باراغواي سنة 1590، من قبل مجموعة مبشرين بالديانة المسيحية خلال فترة الغزو الاسباني للبلاد، بالرغم من أن هذه الآلة هي ثمرة حقبة مليئة بالقهر والدماء، إلا أنها استطاعت أن تصقل هوية خاصة بالشعب الباراغواني
استوحت فكرة الآلة من آلة الكنارة الأوروبية الكلاسيكية، إلا أنه تم استبدال الخشب الأصلي بخشب الورد أو الصنوبر، وتم تقليص عدد الأوتار من 43 وتر إلى 36 وتر، وهذا ما جعلها تتمتع بنغمات أكثر رقة ورونقا، تسحر آذان من يسمعها
بالرغم من أنها آلة دخيلة على ثقافة الشعب الباراغواني، إلا أن الشعب الغواراني أبهر الإسبان بموهبته وأذنه الموسيقية اللتين جعلته يتقن بسرعة العزف عليها كأنها آلته الأصلية
انتشرت هذه الآلة في أغلبية دول جنوب أمريكا، خصوصا منطقتي البيرو الكبرى (البيرو، بوليفيا، باراغواي) ومنطقة بحر الفضة (الأرجنتين، أوروغواي، جنوب البرازيل وتشيلي)، ثم ذاع صيتها في العديد من دول العالم مثل: المكسيك، اليابان، فرنسا وإيطاليا
يحتفل الشعب الباراغواني في التاسع من يونيو من كل سنة بالمهرجان العالمي لآلة الكنارة الباراغوانية، وهو تاريخ يصادف ذكرى وفاة أروع عازف لهذه الآلة التي عرفته باراغواي والعالم، فليكس بيراز كاردوسو، ويشارك في المهرجان العديد من العازفين المحليين والأجانب
مؤخرا تم إدراج عنصر جديد إلى الآلة وهي مياه نهر باراغواي، وهذا ما جعلها تتمتع بجمالية ودقة عاليتين، تأخذ من يسمع إلى عازفيها إلى عالم كله جمال وسحر منقطعي النظير