هشاشة الخير: الحظ والأخلاق في التراجيديا اليونانية وفي الفلسفة (بالإنجليزية: The Fragility of Goodness: Luck and Ethics in Greek Tragedy and Philosoph) كتاب للفيلسوفة الأمريكية مارثا نوسباوم صدر بالإنجليزية عام 1986، وباللغة العربية عن دار جداول للنشر والترجمة والتوزيع عام 2020 في 786 صفحة. هذا الكتاب عبارة عن دراسة لوجهات نظر قديمة حول «الحظ الأخلاقي». إنه يدرس المشكلة الأخلاقية الأساسية المتمثلة في أن العديد من المكونات القيمة لحياة جيدة معرضة لعوامل خارجة عن سيطرة الشخص، ويسأل كيف يؤثر ذلك على تقييمنا للأشخاص وحياتهم. قدم اليونانيون مساهمة عميقة في هذه الأسئلة، ومع ذلك لم تحظ المشاكل ولا الآراء اليونانية حولها بالاهتمام الذي تستحقه. تحتوي هذه الطبعة المحدثة على مقدمة جديدة.
المؤلف مارثا نوسباوم البلد نشر في لبنان عن ترجمة المترجم المغربي عزّ العرب لحكيم بناني اللغة العربية الناشر دار جداول للنشر والترجمة والتوزيع تاريخ النشر 2020 مكان النشر بيروت - لبنان الموضوع دراسة لوجهات نظر قديمة حول «الحظ الأخلاقي». إيدرس المشكلة الأخلاقية الأساسية المتمثلة في أن العديد من المكونات القيمة لحياة جيدة معرضة لعوامل خارجة عن سيطرة الشخص
تظل ممارسة الفلسفة بالعالم العربي مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالفلسفة اليونانية. كتاب «هشاشة الخير» لا يكتفي بمعالجة قضايا الخير والصداقة والنفس والعقل والسياسة والمنطق كما درج على ذلك فلاسفة الإسلام وتاريخ الفلسفة اليونانية عامة. فقد غلب المنظور المشائي أو المدرسي على دراسة الفلسفة اليونانية من خلال نظرية العقل. أمّا مارتا نوسبوم فقد أضافت منعطفًا جديدًا منهجيًا وفلسفيًا غير مسبوقين في تقديري إلى دراسة الفكر اليوناني. من جهةٍ أولى، أدمجت الفيلسوفةُ الكتاباتِ الفلسفية العقلانية داخل مناخها الثقافي التراجيدي. وهكذا، وضعت الكتابات التراجيدية التي نشرها أخيل وأوريبيديس وسوفوكل والمحاورات الأفلاطونية والمتون الأرسطية والنصوص الرواقية جنبًا إلى جنب؛ وأبرزت وجود صلة وثيقة تجمع بين الشعر والفلسفة وبين الحكي والحجة وبين الأسطورة والعقل. من جهة ثانية، كانت مارتا نوسبوم متخصصة في الأدب التراجيدي وفي الفلسفة اليونانية وهو ما أهّلها إلى الخروج عن المنظور الكانطي السائد في معالجة الأخلاق والسياسة. فنحن لم نعد نتوفر على مبادئ متعالية ولا على مقدمات ضرورية وعقلية تساهم في تقويم السُّلوك وتهذيب الأخلاق والتحكم في الانفعالات والعواطف الجيّاشة. غالبًا ما تجري الرياحُ بما لا تشتهي السُّفُنُ في حياة الإنسان، وغالبًا ما نضطرُّ إلى اتخاذ قرارات صعبة لمواجهة إحراجات الوضع الإنساني. لكنَّ نوسبوم تدعونا إلى التعامل بإيجابية مع هشاشتنا التي ترتبط بأجسادنا الفانية وبحاجتنا إلى الصداقة والحُب. وهي تعتبر أنّ قرارات الحكمة العملية لا تؤدي لزومًا إلى اتخاذ مواقف واضحة ونهائية، بما أنها غامضة في طبيعتها وغير محدَّدة المعالم. لذلك انتقدت نظرية المعرفة الأفلاطونية واستثمرت متون المدرستين الأرسطية والرواقية لمعالجة قضايا الحق والخير والقانون، وفتحت بذلك المجال أمام دراسة حقوق الإنسان على نحوٍ غير مسبوق.