أمطرت في ناحيتنا يوم الخميس 2 تشرين الثاني/نوفمبر. كان يومًا غير معتاد من المطر والبرق والرعد والريح القوية. جعلها الله فاتحة خير لأمطار الخريف "والشتوية".
قبل قراءة هذه الخاطرة، الرجاء من القارئ الكريم ألا يعد بعض العناوين بذاءة أو أنها تخص الرجال من دون النساء أو النساء من دون الرجال؛ لأننا ابتلينا -في هذه الآونة- بسوء الفهم؛ الشاب لا يفهم زوجته والشابة لا تفهم زوجها ثم تأتي النتائج كارثية على المجتمع. تلتقي صديقًا شابًّا ويدعوك مبتهجًا إلى حفل خطوبته ثم تراه بعد مدة وتسأل عن أحواله فيقول: انتهى كل شيء، طلقت وعدتُ عازبًا من جديد! الصراحة دواء في بعض الأمور الصعبة.
سألت بعض الأصدقاء: امرأة تحبك بقلبها الكبير أم تناقشك بعقلها العظيم؟ أي امرأة تختار؟ تقول: كليهما؟ اعتبر هذه فرضية، أن يغلبَ القلبُ العقل أو العكس وليس غياب أحدهما تمامًا بحيث تكون قاسية كالحجارة أو غير ذات عقل!
في الأجيال السابقة، كان القلب يأخذ حيزًا كبيرًا في العلاقة من رعاية الزوج وشؤون الأسرة والدار والكلام المعسول، والآن من النساء رؤساء دول ووزراء دفاع وخارجية ومديرو شركات كبيرة. نساء مثقفات وذكيات ينظرن إلى الحياة بمنظار مختلف عمن سبقوهنّ. مع كل هذا التغير تبقى المرأة حاملة قلبًا كبيرًا يصارع العقل.
أصحابي يقولون العقل! أما أنا فأقول القلب: المرأة هي الصخرة العاتية التي يقوم عليها بناء البيت، تمسك بكل فرد وشيء بقلبها. عندما تفقد المرأة قلبها يحدث تفكك وتداعٍ في البناء الأسري. القلب مطلوب -والعقل أيضًا- ولا بد أن يكون القلب كبيرًا من أجل وفرة المحبة والمسامحة.
امرأة مثقفة ومتعلمة بشهادة جامعة منسجمة مع زوجها أم دكتوراه في الفلسفة والحياة جحيم؟ مشاجرات بدلًا من المحاورات! المرأة أقدر على إصلاح البيت بقلبها؛ لأن متطلبات أكثر الرجال بسيطة جدًّا، أقل مما تعتقده معظم النساء بأنّ الرجل معقد ولا يمكن التفاهم معه. الرجل بسيط جدًّا ويمكن إغراؤه بجهدٍ يسير!
عندما أقول لا عقل كبيرًا من دون قلب كبير أذكر امرأة كلنا يعرفها، السيدة خديجة بنت خويلد عليها أفضل التحية والسلام، عقل وقلب كبيران لا مثيل لها! دعمت النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- ووقفت إلى جانبه سندًا بعقلها وبعاطفةٍ عالية ومحبة لا يعلى عليها "وهبت لمحمّد -صلّى الله عليه وآله- نفسها ومالها وعبيدها وجميع ما تملكه بيمينها إجلالًا له وإعظامًا لمقامه ورغبة فيه".
الحياة من دون توأم كجسمٍ من دون روح؛ طوبى لزوج وجد زوجةً ذات عقل وقلب كبيرين وذات دين، وطوبى لزوجة وجدت زوجًا ذا قلب وعقل كبيرين وذا دين! إنها السعادة الكاملة