هنا

[سورين]

.
عزيزي غزيرَ الحبّ والمعنى ..
لفَّ مدينتنا هذهِ الليلة وشاح البرد .. وشاهدنا لأول مرةٍ ضباباً ناصع في عتمة الليل! ، قلت لي حينها يبدو أن الحبّ أختار أن يتكثف هذهِ المرة بدلَّ أن يهطل .. همستُ لك بأن في خاطري منية، ابتسمت عيناك السوداوتان كليلٍ آسر وقلت هي لكِ !
..
والآن أكواب القهوة بيدينا وأنا وأنت تحت سماءٍ واحدة كثيفة بالحبّ وبِنا !

[سورين]

.
.
للبرد طعم غريب .. كطعم الخوف وطعم الوحدة .. إلا أن الخوف يُمكن أن يُستأمن والوحدة يُمكن أن تؤنَس .. لكن البرد ؟! هل يمكن أن يصبح جمراً ! بكينونة الصقيع التي قد أستملكته وبحجمه المهول الذي يمتد من رأس قلبك لأقصاه .. أيمكن أن يصبح ناراً ؟!
هكذا حدثتُ رأسي وأنا انتظرك ..
ولستُ أدري في خضم انتظاري هذا أأنا التي على طريق سفرٍ أم أنت .. بكل حقائب الشوق واللهفة وتذاكر القُبل في جيب فمي ! أدور مع الريح كطاحونة بدل أن تَسحق الحنطة تُسحق من قِبل الوقت ...
.
أنتظرك .. ثم اسمع صوت أقدامك قرب الباب .. صوت مفاتيحك المؤنس ..
لا برد بعد الآن .. حلَّ الربيع !

[سورين]

.
.
عزيزي معنى الهوى ..
قربك هو حين يحمل المرء قلبه بين يديه .. فيكون شعور الطمأنينة متاحاً على مرمى نظرة منك ..
انت بيتي المؤنس وسكينة الروح، آتيك على هوادة .. أرمي كل لونٍ رمادي خلف عتبة لقائك .. وأضمك بكلتا يدي ضماً غزيراً كأنني امسكها لأنجو بك مما قد كان ..

[سورين]

.
شمسي ونجومي المضيئة ..
قفزت أحبك هذهِ الليلة بلا إدراك ولا نية... رغم أنني خبأتها بعناية بين أصابعي وتحت رمشي ودسستها سراً بين أوراقي ... لا أعلم كيف هربت مسرعةً بلهفة لتضم عينيك لها ..
فألتقيتما حينها كطفلين يتذوقان السعادة لأول مرة بعد طعم الحرب .. ثم ردتتها لي آمنةً بنكهة فمك العذبة ..
لكن لم تكن هي نفسها التي خرجت ..
كيف لكلمة أن تأخذ معنى النجم فتضيء هكذا !

[سورين]

..
هذهِ الليلة .. آهٍ يا هذه الليلة !
كأن القلوب المحطمة كلها قلبي وكأن دموع الحزن كلها دموعي ..

جعل المرض جاني ما جاك !

[سورين]

.
يا هتاني الحبيب ..
مرحباً ! كيف كان مزاجك وأنا بقربك ؟! أكان مثل مزاجي يتلون بألوان الطيف ويتراقص كمطرٍ غامر !
ثم كيف ليومٍ بأكمله أن يضمَّ كل أفراح الدنيا وسعادتها تحت أجنحة ساعاتهِ! عجيبٌ أمر الزمن معك .. يتناقصُ على عجلٍ ولا يكفيني.. لا وقت يكفي لضمِّ راحة يديك، لأن أُمرغ وجهي فيهما أو ألثمهما !
صباحاً أستيقظت على رائحة المطر اليانع .. أرتديتُ لوناً كلون قلبي لترى ما فيَّ كيف يزهر بك !
بعدها غمرتني بعينيك لأرى للمرة الأولى كيف يمكن للربيع أن يولد من رحم الشتاء والمطر ! أن تتحول أنثى مثلي لشجرةٍ يانعة ذات زهورٍ بلون الشمس والماء !
وقلبها .. لو إن أحداً طلَّ عليه لرأى باباً يفتحُ على السماء بأمتداد الحبّ والبصر !

[NAZ‌]

أنت الوحيد إن سمعتُ حديثه
ما هَمني الأخطاءُ والإعرابُ
اخطأت لكن لا أدققُ في الهوى
وإذا رفعت "الحال" قلتُ : صوابُ !

[سورين]

أنت الوحيد إن سمعتُ حديثه
ما هَمني الأخطاءُ والإعرابُ
اخطأت لكن لا أدققُ في الهوى
وإذا رفعت "الحال" قلتُ : صوابُ !

أستسيغ بك الأخطاء وأراها علةً شعرية لابُد منها يا قصيدتي الأحب

[سورين]

موسيقاي في الحبّ ...
في أغنية ما تمنيتك لمحمد عبده .. غنى فيها : (جئتني مثل الشروق اللي محى عتم الليالي)
حين ألتقينا مساءً كانت نية الفجر حاضرةً معك .. قلتُ لك بأن الشمس قد اشرقت ضحكت .. قلت لي نحن في منتصف الليل يا حبيبة ولا نور فيه إلاكِ وقلبي !
استأذنك .. لأُقبل قلبك اُدنيهِ مني كأنني أُدني نبعاً أو نهراً .. وأضم راحتي في ماءٍ زلال .. وألثم الوقت معك حتى يُعقد بالربيع فتقف أزهاره على مدار عمرٍ أنت سنينه الحبيبة !
تمرُّ الشوارع فينا والأضواء تخترق الأحداق .. أعدُّ أصابعي فوق يدك وأخبرك بأن أصابعي تشير لكَ كلما سأل أحدهم ما الحبّ !

[سورين]

يا بهجتي، بهجة هذهِ النفس في الدُجى
كنت أظن بأنني الوحيدة التي أبصرت كوكباً براق يولد في لُجة الروح حتى ناديتني قمري !
ككل ليلة .. تُجيد اضاءة قلبي من أجل أن أكون قمرك الذي يدور كصوفيٍ حول مداراتك .. أنغمس في النور؛ نور وجهك الندي وأخرج بهيئة الضياء !
فأكون لك ومنك وإليك ..