هذه الخاطرة من أفكار ما قبل الفجر حين نتحاور -أنا وأصدقائي- في بعض القضايا، مع دوام المحبة!
اشتهر في الثقافة الشعبية أن مكر النساء وكيدهن عظيم، ومن الناس من يعتقد أن الله سبحانه قال ذلك عن كيد النساء: {إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} في سورة يوسف! الواقع أن الله سبحانه وتعالى لم يقل شيئًا عن كيد النساء، ضعيفًا أو قويًّا. إنما قال ذلك على لسان عزيز مصر، حينما قال ذلك الكلام لامرأته عندما رأى قميصَ يوسف -عليه السلام- مقدودًا من الخلف، فقال إن الأمر من كيدكن -النساء- إن كيدكن عظيم.
في سورة يوسف من القرآن الكريم شارف كيد إخوته -الرجال- أن يودي بحياته لولا عناية الله التي أنقذته. أما كيد النساء فأدخله -عليه السلام- السجن سنوات وبعد ذلك صار مسؤولًا كبيرًا في الدولة.
في الرجال مكر وفي النساء مكر! أما ما كتب عن حيل النساء ومكرهن من كتب وروايات لا يعدو كونه ثقافة شعبية وأساطير كتبت من رؤوس أشخاص. ذلك لا ينفي كيد بعض النساء أو أذى بعضهنّ لأزواجهن، الشكوى لله، هنّ كثيرات إذا ما عددناهنّ!
من جمال الدين الإسلامي كثرة التوصيات بالرفق بالنساء ووصف المرأة بأجمل الأوصاف. من يتتبع وصايا الرفق بالنساء لا يجد فيها تحذيرًا من المكر بل تحذيرًا من التعنيف اللفظي والجسدي والتساهل في الحقوق، وفي ذلك دلالة على وداعة المرأة، في العموم!
ربما يختلف معي بعض الشباب من الرجال لذلك أنصحهم: أمامك طريقان؛ تحمل المسؤولية والقيادة وسوف ترى النتائج الطيّبة أو التخلي عن المسؤولية وسترى النتائج السيئة! وأعظم شيء في نظر المرأة وفي نظر الشرع الإسلامي هو الخيانة! الخيانة تدمر أقوى العلاقات الزوجية.
نعم، أوتين -النساء- الكيد في الجمال والنضارة؛ الكيد الذي يجذب الرجال نحوهنّ ولولا هذا الجذب والميل ما استقامت الحياة الزوجية وما قاتلَ الرجال وأهلكوا أنفسهم من أجل النساء:
إِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ
قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيِينَ قَتلانا
يَصرَعنَ ذا اللُبَّ حَتّى لا حِراكَ بِهِ
وَهُنَّ أَضعَفُ خَلقِ اللَهِ أَركانا
النساء أشد إغراءً والرجال أقسى قلوبًا:
في إحصائية من الولايات المتحدة الأمريكية: من بين ما يقدر بـ4970 أنثى ضحية القتل والقتل غير العمد في عام 2021م، تشير البيانات التي أبلغت عنها وكالات إنفاذ القانون إلى أن 34% قُتلن على يد شريك حميم. وبالمقارنة، فإن حوالي 6% من 17970 رجلًا قُتلوا في ذلك العام كانوا ضحايا لقتل الشريك الحميم.
وفي دراسة صدرت عن الأمم المتحدة في 9 آذار/مارس 2021م، حول انتشار العنف ضد المرأة أن امرأةً واحدة من بين كلّ ثلاث على الصعيد العالمي تعرّضت في حياتها للعنف البدني و/أو الجنسي، أي حوالي 736 مليون سيّدة وفتاة في العالم!
الحقّ يقال إن مجتمعنا -مع كل ما فيه- بألف خير وبعيد جدًّا عن هذه الإحصائيات المدمرة