علي مكي الشيخ
انزلاق الجفاف
غزّةُ الصمود..
تبتكرُ للموتِ ظلًّا بحجمِ الحياةِ
وتجفّفُ.. الوهم بأغصانِ الشهداءِ.
شدّتْ..
بزيتونِ الجفافِ وشاحها
وطهتْ بثقبِ الأنبياءِ جراحها
ترفو..
مسافة دمعها برمادها
دفئًا.. وتمنحُ للفناءِ سماحها
معجونةٌ
بالوقتِ.. تدعكُ ظلّها
غيبًا.. وتسترُ بالعفافِ قداحها
مسكَونةٌ
بالوحيِ ملأى بالإبا
إنْ شُرّدتْ ليلًا.. تمطُّ صباحَها
تتسكعُ
الطرقاتُ فوق إزارها
فوضى المنافي.. إذ تزمُّ رياحَها
لا شيءَ
كالزيتونِ حاولَ مرّةً
قضمَ المساءِ، فلفّعتهُ رِ ماحَها
لا وجهَ
للثوارِ إلّا أنهم..
في كلّ شبرٍ يغرسون صِحاحَها
تتحنّطُ
الكلماتُ حين.. يمرُّ بي
طفلٌ تنوحُ له، وطفلٌ ناحها
وطهورةٌ
ثكلى تغافلُ حُلْمَها
والصمتٌ لصٌّ يستعيرُ نياحَها
صورٌ..
أحلنَ الموتَ يخصفُ نعلَهُ
مُتآكلًا.. بضراوةٍ فأباحها
غصّتْ..
بأشداقِ الرجالِ عبائرٌ
يا ليتها بلعتْ هناكَ نُباحها
بعضُ
السكوتِ مذلةٌ.. ومذلةٌ
بعضُ الكلامِ إذا استوى فضّاحَها
مرحى..
لغزّةَ وهْيَ تبتكرُ اللظى
عدَمًا.. وتعطي المستحيلَ سلاحَها
أقدامُها
تبني.. كثافة، كونها
تُلقي على شجرِ السُّرى ألواحَها
وتزرّرُ
الملكوتَ، فوق شواهدٍ
كان الخلودُ بها هناك أراحَها
وتبوصلتْ..
كلُّ الجراحِ ل(غزّةٍ)
أرضٌ تموتُ ولم تخُنْ مصباحَها
ما عادَ
للنجوى،، فراغٌ واضحٌ
حتى الظلامُ عن الظلامِ أزاحها
تتقيّأُ
الغربانُ بعضُ سُعالها
إن حاولتْ غدْرا تُهيضُ جناحَها
أسمالُها..
وهمٌ.. خريطةُ حزنها
إِثمٌ.. يُطهّرُ بالتمرّدِ ساحها
منذورةٌ..
للضوءِ غزّةُ مثلما
أهدتْ لأمّ المؤمنين كفاحها
لا تنسبوها
للجراحِ فإّنها..
قد أحرجتّ رغم الأسى جرّاحَها
حاولتُ. أنْ
أصطادَ لونَ شهيقِها
فتنهدتْ حَجَرًا.. يصونُ طِماحَها
أطعمتُها قلقي
. وجوعَ قصائدي
وبإبرةِ المعنى، أخيطُ مراحَها
فأنا
و (غزّةُ) توأمانِ منَ الضّنى
أدمنتُ رغم البعدِ أن أجتاحَها
هيّا
ادْخلوها من مساربِ طعنةٍ
بيضاءَ.. تُتْمِرُ بالصّدى فلّاحَها
لن تنحني
يومًا.. لنابٍ فاغرٍ أبدًا
فوجهُ اللهِ.. صافحَ راحَها