حَنِيْنُ الْأَرْضِ
وَأَرْخِ الْعِنَانَ لِمَاضٍ هَوَاكَا
خَفَتْهُ شُجُوْنٌ حَوَتْهُ سَمَاكَا
بِحَيْثُ اسْتَرَاحَ عَلَى ْخَاطِريْ مِنْ
شُهُوْدٍ تَلَاقَتْ وَصَارَتْ شِفَاكَا
بِأَرْضِ الْقَطِيْفِ رَوَتْكَ حِسَانٌ
بِفَيْضِ وَلَاءٍ بِعِطْرٍ زَكَاكَا
وَتَنْشِرُ فِيْهَا بِعَبْقِ الْوَلَاءِ
شُمُوْخًا فَزَادَ عَلَيْهَا ثَنَاكَا
وَكَمْ كُنْتَ فِيْهَا بِسَهْلٍ تَحُوْمُ
إِلَىْ أَنْ كَبُرْتَ فَكَانَتْ مُنَاكَا
تَفِيْضُ بِخَيْرٍ لِمَا زَادَ مِنْهَا
تَهَاوَتْ عَلَيْكَ بِدِفْءٍ حَمَاكَا
كَفَاهَا جَمَالًا بِمَا قَدْ حَوَتْهُ
وزَانَتْ رُبُوْعٌ لِحُبٍّ طَوَاكَا
وَزَادَتْ ذُبُوْلًا لِهَجْرٍ عَرَاهَا
تَعَنَّتْ عَلَيْكَ وَطَال َجَفَاكَا
فَعِنْدَ النَّخِيْلِ تَغَنَّتْ حَمَامٌ
بِنَغْمٍ بَدِيْعٍ بِلَحْنٍ شَجَاكَا
بِتِيْنٍ وَقَضْبٍ تَجُوْدُ حُقُوْلٌ
وَبَحْرٌ يَطُوْلُ لِبَهْوٍ هَنَاكَا
حَلَتْهَا طُيُوْرُ الْهَوَىْ مِنْ بَعِيْدٍ
فَزِدْتَ حَنِيْنًا بِزَفْرٍ عَلَاكَا
تَراَخَتْ غُصُوْنٌ وَهَامَتْ بِوَرْدٍ
تَفُوْحُ بِعِطْرٍ لِعَبْقٍ هُنَاكَا
وَمَا رَاحَ مِنْهَا بِزَرْعٍ كَسَاهَا
وَلَا ذَابَ فِيْهَا بِعَذْبٍ رَوَاكَا
فَيَا مَنْ تَرُوْمُ السِّقَاءَ بِنَهْمٍ
تَزَوَّدْ بِغَرْفٍ لِزَادٍ كَفَاكَا
تَرَقَّقْ لِعَذْبِ حَدِيْثٍ صَفَتْهُ
سَبِيْلٌ تَعَلَّىْ لِحُضْنٍ وَقَاكَا
فَإِنْ جَازَ مِنْهَا زَمَانٌ طَوَاهَا
فَقَدْ كُنْتَ فِيْهَا بِتُرْبٍ بَنَاكَا
هِيَ الْأَرْضُ كَمْ مِنْ ثِقَالٍ كَفَتْهَا
فَصِرْتَ بِقَبْرٍ وَكَانَتْ غِطَاكَا
وَأَلْقَتْ عَلَيْهَا طُيُوْفُ الْحَنِيْنِ
وَحِمْتَ بِدُوْرٍ شَفَاهَا لِقَاكَا
أَيَا صَاحِبِيْ كَمْ طَوَتْكَ قِفَارٌ
وَكَمْ عَادَ مِنْهَا بِنَخْلٍ طَرَاكَا
تَرُوْحُ وَتَغْدُوْ بِدَرْبٍ طَوِيْلٍ
وتَبْقَىْ عَلَيْهَا لِعَهْدٍ وَفَاكَا