إن الحوارات السقراطية هي عبارة عن سلسلة من الحوارات التي كتبها «أفلاطون» و«زينوفون» على شكل مناقشات بين «سقراط» وأشخاص آخرين من زمنه، أو مناقشات بين تابعي «سقراط» حول مفاهيمه وأفكاره. ويعتبر حوار "فيدون" الخاص بـ «أفلاطون» مثالًا على الفئة الأخيرة. وعلى الرغم من أن حوار «دفاع سقراط» يعتبر مونولوج على لسان «سقراط»، فإنه عادةً ما يوضع في زمرة الحوارات. ويُعتبَر حوار «دفاع سقراط» تسجيلًا للخطاب الفعلي الذي ألقاه «سقراط» أثناء دفاعه عن نفسه في المحكمة. ويتكون الدفاع في نظام المحلفون الأثيني من ثلاثة أجزاء: خطاب متبوع بتقييم أو دفاع مضاد عن نفسه ثم بعض الكلمات الأخيرة. إن المرادف الإنجليزي لحوار «دفاع سقراط» هو apology والمرادف اليوناني له هو apologia، ولكنه ليس مصطلحًا مستخدمًا في وقتنا الحالي. بشكل عام، لا يضع «أفلاطون» أفكاره الخاصة على لسان متحدث بعينه؛ وإنما يترك الأفكار لتنبثق من خلال المنهج السقراطي، تحت إشراف «سقراط». وتوضح معظم الحوارات أن «سقراط» يطبق هذا المنهج إلى حد ما، ولا أدل على ذلك من حوار «يوثيفرو». في هذا الحوار، يمر «سقراط» و«يوثيفرو» بتأكيدات متعددة لتنقيح الإجابة عن سؤال «سقراط»: «ما التقي وما العاصي؟» في حوارات «أفلاطون»، يبدو التعلم وكأنه عملية تذكر. إن الروح، قبل أن تتجسد في جسد الإنسان، كانت في عالم الأفكار (وهو عالم شبيه بالأفكار الأفلاطونية). وهناك كانت ترى الأشياء على حقيقتها، وليس الظلال الباهتة أو النسخ التي نراها على الأرض. ومن خلال عملية الاستجواب، يمكن أن نجعل الروح تتذكر الأفكار في شكلها النقي، الأمر الذي يؤدي إلى الحكمة. وبالنسبة لكتابات «أفلاطون» التي تشير إلى «سقراط» بشكل خاص، ليس من الواضح دائمًا أي من الأفكار التي يثيرها «سقراط» (أو اصدقاؤه) هي في الحقيقة تخص «سقراط» وأيها ربما يكون إضافات جديدة أو تفسيرات وضعها «أفلاطون» – ويعرف هذا بالمشكلة السقراطية. وبشكل عام، تعتبر الأعمال الأولى لـ «أفلاطون» قريبة إلى روح وشخصية «سقراط»، في حين أن الأعمال الأخيرة له – بما فيها حواري "فيدون" و"الجمهورية" – من المحتمل أن تكون نتيجة لتفسيرات «أفلاطون».