زقورة اور الاثرية في محافظة ذي قار
فريق اثار بريطاني يكتشف موقعا اثريا "يأخذ الانفاس بثرائه الفاحش" قرب اور في الناصرية
الكاتب: HAA
المحرر: NF ,RS
2013/03/28 15:07
كشف فريق أثار بريطاني، اليوم الخميس، النقاب عن موقع اثري "يأخذ الأنفاس بثرائه" قرب مدينة أور الاثرية في محافظة ذي قار، وفيما بين اعضاء الفريق انه لم يتضح بعد كون الكشف يخص "بلاطا أو معبدا"، اشاروا إلى أن الموقع تم الكشف عنه من خلال صور التقطتها الأقمار الصناعية.
ونقلت صحيفة (كرستيان ساينز مونيتر) عن عالمة الأثار من جامعة مانشستر التي تقود فريق التنقيب جين مون، قولها في تصريحات اطلعت عليها (المدى برس) إن "فريق البحث البريطاني اطلع على صور التقطتها الاقمار الصناعية للموقع، تكشف عن هيكل مدفون، وبعد أن قام الفريق بالتنقيب والحفر وجد أحد زوايا مجمع صرح كبير مع صفوف من الغرف حول باحة كبيرة يعتقد بانه يعود لاكثر من 4000 عام مضى".
وأشارت مون إلى أن "حجم الصرح يأخذ الأنفاس، إذ يبلغ سمك جدرانه نحو تسعة اقدام، ما يدل على أن المبنى كان ذو أهمية كبرى أو على الثراء الفاحش".
ولفتت مون إلى أن "ما عثر عليه هو صروح عظيمة من المباني، لكن يصعب أن تسرد قصة متناسقة عنها، فقد اعيد بنائها مرات عديدة"، مبينا أن "الهيكل المكتشف هو من العصر البابلي الجديد الذي بدأ في القرن السابع قبل الميلاد، واساليبنا الحديثة في التنقيب ستمكننا من التعرف عما كان يدور فيه".
وأوضحت مون أن "الأساليب الحديثة مثل فحص شريحة خفيفة جدا من التربة الصلبة تحت المجهر، سوف تسلط الضوء على تفاصيل كثيرة مثل فيما إذا كان هناك سجاد مفروش على الأرض، أو أن سطح الأرض استخدم لقطع الأشياء، إلى جانب وضع عينات من الأرض عبر ألة نخل مبللة بإمكانها اعطاءنا معلومات عن الجو والزراعة من خلال الكشف عن أجزاء عظمية لقوارض أو سحالي".
ويتالف فريق مون التي عملت أخر مرة في العراق منذ الثمانينات، من ستة علماء اثار بريطانيين وعالم اثار ومتدربان اثنان من العراق.
وتمول البعثة بشكل خاص من متبرع سويسري وبمساهمة من المعهد البريطاني للدراسة عن العراق، وهو خليفة للمنظمة التي أسست عام 1932 بتشريف من غيرترود بيل المعروفة بـ"المس بيل" العاملة في الإدارة البريطانية للعراق بعد الحرب العالمية الثانية والمؤسسة للمتحف العراقي.
ويعد هذا الاكتشاف ذو أهمية كبيرة بسبب موقعه، إذ يبعد مسافة أكثر من 10 أميال عن مدينة أور قرب روافد نهر الفرات، وهو أول موقع اثري يكشف عليه عند هذا البعد عن المدينة.
ومدينة أور التي تعتبر أخر عاصمة للامبراطورية السومرية، قد تعرضت للغزو وسقطت حولي 2000 سنة قبل الميلاد، قبل أن يعاد اعمارها، كما كانت المدينة موقوفة للاله القمر ومشهورة بمعبدها الزقورة، ويعتقد الكثير انه مكان مولد النبي ابراهيم عليه السلام المعروف بابو الموحدين.
وكانت أخر عملية تنقيب كبرى جرت في أور على يد فريق بريطاني أمريكي قاده (السير جارلس لينارد وولي) في فترة مابين العشرينيات والثلاثينيات، فيما أقيمت بعد الثورة التي اطاحت بالحكم الملكي في الخمسينات، قاعدة جوية بالقرب من الموقع حاجبة المنطقة لفترة نصف قرن قادمة عن وصول أي فريق تنقيب أجنبي.