بلدة العميان
ثيمالا
لعلك تتحرق إلى شيء من المجد. فاذكر كم هو سريع النسيان في هذا العالم ، واذكر الفجوة الزمنية السابقة للحاضر واللاحقة عليه؛ وكم هو فارغ ذلك الإطراء الذي تجده من الآخرين وكم هم متقلبون وعديمو الرأي أولئك الذين يتظاهرون بتأييدك؛ وكم هي ضيقة تلك المساحة التي يجول فيها مجدك . الأرض برمتها مجرد نقطة في الفضاء فما أهون ذلك الركن الذي تقطنه وما أقلهم وأهونهم أولئك الذين ترتقب منهم ها هنا المدح والتمجيد...
الامبراطور ماركوس اوريليوس.
في شوارع روحي المعتمة كان وجهكِ جميع اعمدة الانارة
في ذكرى وفاته
يقول نيتشه
تأمل في قطيع الماشية الذي يرعى أمامك: إنه لا يميز بين الأمس واليوم. إنه يتقافز، ويأكل، ويسترخي ويجترّ ما يأكله، ثم يتقافز مرة أخري، وهكذا من الصباح حتى الليل ومن نهار إلى نهار، مقيداً باللحظة وسرورها أو استيائها، وبالتالي لا هو بكئيب ولا يشعر بالملل. هذا مشهد صعب على الإنسان رؤيته، فعلى الرغم من أنه يحسب أنه أفضل من الحيوانات لأنه إنسان، فإنه لا يسعه إلا أن يحسدها على سعادتها - فما تملكه، حياة لا تشعر بالملل أو الألم، هو ما يريده بالضبط، ومع ذلك لا يستطيع الحصول عليه لأنه يرفض أن يكون كحيوان. قد يسأل إنسان حيواناً: "لماذا لا تتحدث معي عن سعادتك بل تقف وتحدق إلى وجهي فقط؟". سيود الحيوان أن يجيب قائلاً: " هذا لأنني دائماً ما أنسى على الفور ما أردت أن أقوله"، - لكنه نسي حينها هذه الإجابة أيضاً، وظل صامتاً: تاركاً الإنسان لدهشته.