الواقعية العلمية هي الرأي القائل بأن الكون الموصوف من قبل العلم هو كون حقيقي بغض النظر عن كيفية تفسيره.
غالبًا ما يكون هذا الرأي ضمن نطاق فلسفة العلوم إجابة عن سؤال «كيف يمكن تفسير نجاح العلم؟». يركّز النقاش حول نجاح العلم ضمن هذا السياق في حالة الكيانات غير القابلة للرصد في المقام الأول، كالتي تحدّثت عنها بعض النظريات العلمية. عمومًا، يؤكّد الواقعيون العلميون على قدرة المرء على تقديم مزاعم صحيحة بشأن الخاصيات غير القابلة للرصد (بمعنى، أنهم يتّمتعون بنفس الحالة الوجودية) كالخاصيات القابلة للرصد بالمقارنة مع الذرائعية.
ترتبط الواقعية العلمية بالعديد من المواقف الفلسفية القديمة للغاية مثل العقلانية والواقعية الميتافيزيقية. ومع ذلك، تُعتبر الواقعية العلمية بمثابة أطروحة عن العلوم المتقدّمة خلال القرن العشرين. يُعتبر تصوير الواقعية العلمية في إطار أبناء عمومتها في العصور القديمة والوسطى والحديثة تصويرًا مضللًا بأفضل الأحوال.

طُوّرت الواقعية العلمية إلى حد كبير كردة فعل على الوضعية المنطقية. كانت الوضعية المنطقية أولى فلسفات العلم في القرن العشرين ورائدة للواقعية العلمية، باعتبار أنه يمكن التمييز بشكل واضح بين المصطلحات الرصدية والمصطلحات النظرية فالأخيرة قادرة على التحليل الدلالي من ناحية المصطلحات المنطقية والرصدية.
واجهت الوضعية المنطقية صعوبات في:

  • نظرية برهنة المعنى.
  • مشاكل في التمييز التحليلي والتركيبي.
  • ثقل نظرية الملاحظة.
  • الصعوبات المرتبطة بالانتقال من المصطلحات الرصدية إلى الجمل الرصدية.
  • الغموض المحيط بالتمييز الرصدي-النظري.

تشير هذه الصعوبات في الوضعية المنطقية إلى الواقعية العلمية دون أن تسلتلزمها، وأدّت هذه الصعوبات أيضًا إلى تطوّر الواقعية بصفتها فلسفة علمية.
أصبحت الواقعية الفلسفة السائدة للعلم بعد الوضعية. طوّر باس فان فراسين في كتابه «الصورة العلمية» (1980) التجريبية البنّاءة بصفتها بديلًا للواقعية. شحذت الاستجابات على أقوال فان فراسين المواقف الواقعية وأدّت إلى بعض المراجعات للواقعية العلمية.