إيجناتيوس دي لويولا(1491 - 1556) Ignatius of Loyola ، Ignacio (Íñigo) López de Loyola ، هو من أهم رجال الدين المسيحين وقد كان مؤسسا وأول رئيس للجماعة التي يطلق عليها جماعة يسوع.
ولد إيجناتيوس دي لويولا عام 1491م من أسرة نبيلة في اقليم الباسك في أسبانيا ، ولم يكن له في شبابه سوى مطمح واحد ، هو أن يكون جنديا عظيما ، وقد إلتحق بالجيش في سن مبكرة ،وإن كانت أول معركة يشترك فيها ، وهي المعركةالوحيدة ، لم تجر إلا بعد أن بلغ الثلاثين من عمره. كان الفرنسيون قد غزوا أسبانيا ، وهوجمت مدينة بامبولونا ، التي كان أمر الدفاع عنها موكولا إليه. وقد اظهر المدافعون مقاومة بطولية ، إلا أن المهاجمين تمكونوا أخيرا من التغلب عليهم ، وأصيب إيجناتيوس دي لويولا بجراح خطيرة أدت إلى هتك إحدى ساقيه.
وقد سمح له الفرنسيون بالعودة غلى بدله وأسرته في لويولا. وهناك قضى فترة علاج قاسية ، ولن لم يسفر العلاج عن الشافء التام ، إذ أنه ظل بقية حياته يعرج قليلا.
وبيمكا كان إيجناتيوس دي لويولا يقضي فترة النقاهة من جرحه ، طلب بعض الكتب ليقرأها ، وكان ود لو إستطاع أن يقرأ قصص المغامرات والحروب ، ولكن مثل هذه القصص لم تكن متيسرة ، وكانت الكتب الت قدمت له تحتو على قصة حياة المسيح ، وقصص القديسين.
شعر إيجناتيوس دي لويولا في أول الامر بأن تلك القصص مملة وثقيلة ، ولكنها سرعان ما اثارت حماسه بل إنها فعلت اكثر من ذلك ن إذا هيأت له هدفا جديدا تماما لحياته. وهكذا تبخرت كل احلامه بأن يصير جنديا عظيما ، وأصبح أمله الوحيد أن يكرس حياته تكريسا تاما لخدمة الرب.
ما أن إلتأمت جراح إيجناتيوس دي لويولا حتى غادر بلدته ، وكان أول عمل قام به أن قصد أخد الأديرة الشهيرة حيث أجرى إعترافه. وكانت خطاياه السابقة تثقل عليه ، وكانت من الكثير بحيث أن تلاوتها إستغرفت منه قرابة ثلاثة أيام. ثم ترك سيفه ، وهو رمز أطماحه الحربية السابقة ، تكره فوق مذبح السيدة العذراء ، وإستبدل ملابسه الفاخرة بملابس المتسولين.
كان أعظم ما يتمناه إيجناتيوس دي لويولا أن يذهب إلى الأراضي المقدسة ، ولنه قبل أن يفعل ذلك ، امضى بضعة شهور في مدينة ماتريزا عاشها في تقشف ، فكان يتسول قوت يومه ، ويفضي لياليه حيثما يجد الملجأ ، ويمضي أوقاته في الصلاة ، وفي زيارة المرضى والفقراء.
كانت خطاياه لا تزال تثق عليه ن فكان ينزل بنفسه اقصى أنواع العقاب البدني ، ويمتنع عن الطعام لفترات طويلة ، وبالرغم من انه كان شديد الحساسية نحو آلام الغير ، إلا أنه كان يستعذب آلامه الشخصية ، إذ أنها كانت تعني أنه يتحمل بعض الآلام التي كان يتحملها المسيح.
وعندما ذهب إيجناتيوس دي لويولا إلى الأراضي المقدسة ، لم أخذ معه مالا او متاعا من أي نوع. وكانت السعادة التي شعر بها عندما وقعت عيناه لأول مرة على بيت المقدس بالغة ، وكم كان يود لو يقى هناك للأبد ، غير انه أيثن بأنه لم يعد بعد لخدمة الرب ، بالطريقة التي كان يشعر بأنها فرضت عليه. كان لده كل ما يحتاج إليه ذلك من حماس وإخلاص ، ولكن شيئا واحدا كان ينقصه ، ذلك هو العلم والمعرفة ، إن ما حصله من علم ، لم يكن يتعدى فنون القتال ، ولذلك فقد قرر أن يعود إلى أسبانيا ليعلم نفسه.