ضفاف المياه تجذب سُيَّاح الصيف أكثر من الأماكن التاريخية في كردستان
الرحلة إلى السليمانية بدأت عند عائلة البصري صالح زيدان منذ ستة أعوام مضت كخطة لقضاء جزء من فصل الصيف في محافظة السليمانية دوناً عن بقية محافظات الإقليم الأخرى رغم ارتفاع أسعار السكن المؤقت الذي يقصده صالح وعائلته وفي أسعار المواد الغذائية والالبسة أيضا عاما بعد عام.
حرارة الصيف
يتجه التدريسي صالح (38) عاما، وعائلته المكونة من 4 أشخاص، رحلة في سيارته الخاصة إلى شمال العراق طلبا لقضاء صيف ممتع بعيدا عن حرارة محافظة البصرة ويمضي في السليمانية شهرا كاملا يعمد فيه إلى تأجير شقة مؤثثة بمبلغ 400 دولار أميركي أي ما يصل الآن الى مايقارب الـ600 ألف دينار عراقي في مجمع روز ستي الذي يقع بالقرب من مركز المدينة، ووصف صالح رحلته هذه لـIQNEWS قائلا: "مع التطورات الحاصلة وما يشاهده الأطفال عبر التطبيقات المختلفة على شبكة الإنترنت تطالب عائلتي بالسفر وبسبب المبالغ الطائلة التي يحتاجها الامر نقصد السليمانية بدلا عن السفر الى خارج العراق، نقصد الاماكن عينها كل عام الإ أنها لاتمل وتبدأ الرحلة بزيارة الى سد دوكان لأكل السمك حصرا فيما تشكل المراكز التجارية كماجدي مول او فاملي مول الخطوة الثانية تأتي بعدها المصايف السياحية التي تزيد كلفتها كل عام بسبب سعر الوقود".
أبرز المراكز السياحية
يبتعد صالح عن زيارة الأماكن التأريخية كآمنة سوركا أو المتحف الأحمر أو متحف السليمانية او مالي صوفي لعدم ملائمتها ومتطلبات أطفاله الذين تتراوح أعمارهم بين الـ12 عاما و6 أعوام، إلا أنه يقصد مصيف أحمد آوى ومصيف سركلو رغم بعده عن المدينة بحوالي 65 كيلومترا ومصيف كونه ماسي ومصيف كوالا بارك والذي يحوي مسبحا خاصا للعائلة فقط فيما جاء سد دوكان في المرتبة الأولى بأكثر الأماكن جذبا للسياح في السليمانية حسب حديث مدير إعلام وعلاقات الهيئة العامة للسياحة في إقليم كوردستان إبراهيم عبد المجيد.
وقال مدير إعلام الهيئة لـIQNEWS " يتجه الأغلب بالدرجة الاولى الى سد دوكان فيما يأتي منتجع ئەحمەد ئاوا بالدرجة الثانية كأكثر مكان جاذب للسياح أي الى المكانات التي يشكل فيها الماء النسبة الأكبر من المنتجع هذا وسجلنا، حتى تأريخ 30/6 من هذا العام ، دخول أكثر من ٦٠٠،٠٠٠ سائح الى محافظة السليمانية وحدها فيما نمتلك عدة لجان مختصة بمراقبة الاماكن هذه والخدمات المقدمة فيها فيما نجرب إجتماعات دورية مع أصحاب المنتجعات السياحية للتأكيد على التعليمات والأرشادات الخاص بالمحافظة على نظافة المكان وتوفير الخدمات للزائرين".
هذا وحققت محافظة السليمانية، ارباحا تفوق 300 مليون دولار من ايرادات السياحة خلال العام الماضي، فيما سجلت الهيئة زيادة أعداد السياح بنسبة بلغت 65 بالمئة.
أربيل أيضا
على خلاف صالح ، تتجه الكثير من العائلات الى زيارة المناطق السياحية في مدة لاتتجاوز العشرة أيام، بسبب التكاليف المادية، عبر شركات خاصة توفر وسيلة تنقل مريحة وفنادق محجوزة مسبقا ووجبة طعام بالإضافة الى الدليل السياحي الذي يعد الأهم للعائلة التي لاتمتلك معرفة تامة بالمحافظات الشمالية كما يقول عباس منير وهو مدير إحدى شركات السياحة في البصرة، وأسست عام 2005 خاصة بالرحلات السياحية داخل وخارج العراق.
تحدث عباس لـIQNEWS قائلا: "تشكل محافظات الإقليم مصدر جذب للمجاميع السياحية خاصة إذا كانت الرحلة تغطي أربيل والسليمانية ودهوك أيضا أو تغطي محافظتين فقط، إذ نوفر رحلة كل يوم جمعة بـ55 شخص تستمر لـ10 أيام يكون فيها نصيب كل محافظة 3 أيام فقط ،الأ أن حركة السياحة شهدت تراجعا حادا خلال فترة الحجر الصحي وبعدها أيضا، وعلى الأغلب فإن جدول الرحلات بدأ بالاتجاه نحو أربيل ودهوك، الإ في حال كانت رحلة لعائلة أو اثنتين فقط للسليمانية".
وتابع: "أربيل هي الأكثر تشجيعا بسبب عدد الفنادق والاختلاف بالأسعار حيث توفر مدى واسع من الخيارات للعائلات هذه، بعضا منها لا يود صرف مبالغ كبيرة على الفنادق مما يجعل أربيل هي الأفضل من الناحية هذه كما وأن إجراءات الإقامة المؤقتة للسائحين في مدينة السليمانية تستغرق عادة ما يقارب الـ3 ساعات الأمر الذي يخلق حالة تذمر واسعة عند السائحين".