قطيفية الحُسن والهوى
بواسطة : السيد طاهر الفلفل
دع النصحَ ما نفع المواعظِ والعتبْ
فقولُك صدقٌ والنصيحةُ من ذهبْ
ولكن من يهوى تعامى فلا يرى
جمالاً تجلى في الوجودِ كمن أحبْ
فيا صاحِ لا تكثر من اللوم إنني
مصابٌ بسهمٍ في الفؤاد وقد نشبْ
هو العشقُ يسري في النفوسِ كأنه
بقايا من الصهباء فاضت من الحببْ
ولو أبصرت عيناك ما لمت في الهوى
هو السحرُ في العينين ينفثه الهدبْ
ترقُّ ورقَّ اللفظُ بالغنجِ وانثنت
تخافُ من الواشي فتسرعُ بالهربْ
فقلت : امهليني إن في القلبِ حيرةً
تساءلت من أرض القطيف ؟ وما النسبْ ؟
أظنكِ من (تاروت) مهضومة الحشا
فحسنك يُغري الشعرَ والفنَ والأدبْ
أجابت بإيماءٍ لتنفي توهمي
فقلت : إذا (عوام) واضحة الحسبْ
فلاحت على ثغرِ المليحةِ بسمةٌ
فقد أخطأ التخمين والظنُّ قد كذبْ
فقلت : ومن (عمق القطيف) ملاحة
بها تبرز الوجنات وردية اللهبْ
أجابت بكلا والعيون تلألأت
بسحرٍ يُعيدُ النبضَ للقلب إن شحبْ
فقلت : جمال الروح يكفي دلالة
فليس سوى (توبيةٍ) تحصدُ الرتبْ
فقالت : لقد أكثرت قولاً ولم تُصب
وما لك في علم الفراسة من سببْ
فقلت : أمن أرض المحيط دياركم
ففيها كنوز الحُسّنِ تلمعُ كالذهبْ
فقالت : لقد شطّت أمانيك في الهوى
ففي كلِّ بلدات القطيف لنا نسبْ
ففرت و ظل العطر يحكي ظلالها
وتبقى أحاسيسا إذا الشعر قد كُتبْ
فرفقاً بقلبٍ قد تنفس عشقها
إذا بانت الأسباب ينكشف العجبْ
فو الله ما زالت على العهد مهجتي
فأنتن طيفُ العشقِ واللحنُ والطربْ
وأجمل ما في الشعر أبيات عاشقٍ
بها ذكر من يهوى إذا غاب واحتجبْ