The Dilmun civilization and its beliefs before Islam
حضارة دلمون ومعتقداتها قبل الاسلام
المهندس صادق علي القطري
سيطر مركزان كبيران على الشرق الأوسط في تلك الفترة من السلطة، وبالتحديد بلاد ما بين النهرين ومصر، مع المنطقة الواقعة بينهما وحولهم تتكون من مجموعة متغيرة باستمرار من الممالك، دول المدن والاتحادات القبلية وما شابه ذلك. خلال هذا الوقت نحن نسمع فقط بالشواطئ الشرقية للجزيرة العربية والجزر التي تعشش بالقرب منها، والتي استفادت من القرب والتواصل مع الحضارات القديمة لبلاد الرافدين في العراق، عيلام في جنوب غرب إيران وملوحة في وادي السند.
«الخريطة لشرق شبه الجزيرة العربية حيث يظهر طرق التجارة البحرية وهو مقتبس من قبل المؤلف من د. بوتس، ماجان القديمة، 128».
اما القسم الشمالي «الكويت الحديثة والبحرين وقطر والساحل السعودي الشرقي، القطيف وجزيرتي تاروت ودارين، المتاخم لشرق الجزيرة العربية»، المعروفة بأرض دلمون، حققت شهرة خاصة. فالموقع الجغرافي لعاصمتها البحرين ووفرة المياه الجوفية وسهولة المراسي بالنسبة للسفن، جعلها نقطة انطلاق مثالية في التجارة لمسافات طويلة ومن خلاله تم توجيه جميع أنواع السلع وأصبحت مركزا لتبادل التجارة بينها والحضارات الموجودة في ذلك الوقت. لهذا السبب غالبًا ما يتم تصوير أرض دلمون في ضوء أسطوري في أدب بلاد ما بين النهرين. أسطورة الخلقا المعروف باسم ”إنكي ونينهورساج“ يربط دلمون بأصولها العالمية. هناك استقر الآلهة زيوسودرا السومري نوح، لتعيش إلى الأبد بعد أن دمر الطوفان البشرية.
لم يمض وقت طويل بعد زمن Ea-Nasir مجموعة من العوامل تسبب في انكماش اقتصاد دلمون وماجن «عمان حاليا» ولأسباب غير معروفة عانت حضارة وادي السند تدهور شديد وكذلك جنوب بلاد ما بين النهرين تأثرت سلبا من قبل انهيار مملكة حمورابي عام 1750 قبل الميلاد. علاوة على ذلك وجدت مصادر بديلة للنحاس للتي كانت تجلب عبر التجارة مع دلمون «البحرين» وماجن «عمان» والتي توفرت من الأناضول وقبرص مما أدى إلى تغير طرق التجارة والتي لم تعد إلى دلمون. فدلمون هي حضارة قديمة نشأت في جزيرة البحرين وشرق الجزيرة العربية فيما بين عام 2800 - 323 قبل الميلاد، وعرفها السومريون بأرض الفردوس وأرض الخلود والحياة.
اطُلِقَ على حضارة دلمون الكثير من الأسماء عبر الحقب التاريخيّة المختلفة، فهي دلمون عند أهل جنوب العراق أو السومريين وأطلق عليها الأكاديّون اسم نيدوك كي، وهي تايلوس بحسب أهل شواطئ شرق المتوسّط أو الفنيقيين والكنعانيين، وهي البحرين عند الفرس وأوال عند العرب المسلمين. وفي أقدم الوثائق التاريخية أطلق عليها اسم ماكان وملوخا من قبل ملوك سومر أيضًا، كما تعد من الحضارات السامية، أي العربية القديمة.
يُعَتَقَد بأن حضارة دلمون من أقدم الحضارات المدنيّة المتقدمة في التاريخ القديم، وهي جزء من حضارة وادي الرافدين القديمة ثقافيًّا، فهي إحدى مدن الدّويلات الرّئيسة، وبحسب الوثائق الرافدية القديمة تعد دلمون أرض المعابد المقدسة وموطن إله الماء أنكى، وهي الأرض التي جُلِب منها خشب بناء المعابد في سومر وآكاد، وبحسب المادة الأثرية أظهرت المباني واللقى الفخارية والمعدنية والنقوش الكتابية والتصويرية المختلفة بأن دلمون هي مدينة دويلة ترتبط بالمدن السومرية والأكادية بشكل وثيق.
كان ”مركزها قبل خمسة آلاف سنة تقريبا في جزر البحرين وجزيرة تاروت في القطيف“؛ هي جنة دلمون والسبب في هذه التسمية أنها كانت تحوي مقبرة دلمون. وقد مثلت مركزا استراتيجيا مهما؛ فهي حلقة الوصل بين بلدان الشرق، الأوسط والأدنى؛ حيث كانت في الشمال حضارة بلاد ما بين النهرين «العراق»، وفي الشرق حضارة ميلوخا في وادي السند «الهند»، وفي مصر حضارة الفراعنة.
امتدت حضارة الدلمون على طول الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية؛ من الكويت عند جزيرة فيلكا، حتى حدود حضارة مجان في سلطنة عمان، وحضارة أم النار في إمارة أبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد عرفت دلمون بهذا الاسم عبر التاريخ لأنها محاطة بالماء «مياه البحر» من كل ناحية.
حقبة الوثنية ما قبل الميلاد:
كانت ديانة حضارة دلمون قبل ولادة المسيح أي قبل الميلاد هي عقيدة الخلود الرافدية التي تم العثور عليها من النقوش الاثرية التي تم العثور عليها في وادي الرافدين والتي ألّهَت الملوك وعبدت مختلف الآلهة من إنانا وأنكي إلى عشتار وتموز، وقد حافظت دلمون على مكانتها الدينية من حيث أنّها موطن الإله أنكى والأرض المقدسة وجنة الجنان القديمة وموطن بيوت الآلهة.
لذلك كانت معابدها منتشرة في أغلب مواقع جزيرة البحرين والكويت، وارتبط اسم دلمون بأسطورة جلجامش التاريخيّة، حيث إنّه سكن دلمون للعثور على سر الخلود وحكمها في طورها الأول خلال الألف الرابع قبل الميلاد، وبالتالي كانت مكانة دلمون الدينية كبيرة حيث بنى أهل دلمون المعابد المقدسة ومئات الآلاف من المدافن على مختلف الأشكال والأحجام؛ مما يدل على إيمانهم بعقيدة الخلود، ويدل على ذلك تشييد المقابر الضخمة، ووجود مخلفات مادية وجنائزية في القبور، بالإضافة إلى اكتشاف بعض المعابد التي عثر فيها على أقداح مخروطية الشكل؛ مثل تلك التي عرفت في العراق في العصر السومري، ومن أهم هذه المعابد ”معبد باربار“.
مدافن دلمون، المصدر صحيفة الأيام البحرينية
نقش نذري لأور نانشي، ملك لكش حيث تقول إحدى النقوش: «كانت القوارب من أرض دلمون «البعيدة» تحمل الخشب «بالنسبة له»»، وهو أقدم سجل مكتوب معروف عن دلمون والاستيراد البضائع في بلاد ما بين النهرين
وتضم جزيرة البحرين أكبر مقبرة تاريخية اكتشفت في العالم حتى الآن، والتي تُدعَى مقبرة عالي وهي عبارة عن تلال تتكون من 21 جزءًا منتشرة على امتداد يصل إلى 20 كيلومتر، وتضم تلال مدينة حمد، تلال مدافن الجنبية، تلال مدافن عالي الشرقي، وتلال مدافن عالي الغربي، ويصل عددها إلى 11,774 تلة، فيما تتواجد بينها تلال ملكية.
ختم من دلمون مع الصيادين والماعز، حوالي أوائل الألفية الثانية قبل الميلاد.
النسطورية «Nestorius»:
حقبة ما بعد ميلاد المسيح:
بتعقب تاريخ وجود الديانة النصرانية في البحرين وشرق الجزيرة العربية من المصادر العربية القديمة التي كانت تسمى كتب الاخباريين المدونة جميعها باللغة العربية وكذلك المصادر السريالية التي وثقت تاريخ كنيسة الشرق علما ان المصادر الاخبارية لا يمكن الاعتماد عليه لأنها كانت لا تبدي اهتمام بالطوائف غير المسلمة فهي كانت تشير فقط عبر تلميحات عابرة إلى وجود المسيحية في شرق الجزيرة العربية سواء كان في فترة قبل الإسلام أو أثناء الفتح الإسلامي، ولا تقدم إلا تفاصيل قليلة جداً عنها بينما المصادر السريالية التي وثقت تاريخ كنيسة الشرق، حيث تعتبر المصادر السريالية هي الأكثر تفصيلاً ووثوقا في هذا الشأن «Beaucamp et Robin 1983».
- المصادر العربية:
يشير عبد الرحيم مبارك في كتابه ”قبيلة عبد القيس“ نقلاً عن المحبر لابن حبيب ورسائل الجاحظ وابن حزم في جمهرة أنساب العرب وابن سعد في الطبقات حيث يقول: ”إن المسيحية تغلغلت في منطقة البحرين وانتشرت بها وغلبت على قبائل قضاعة وطي ثم ظهرت في ربيعة فغلبت على تغلب وعبد القيس وبكر بن وائل. ويبدو أن انتشار المسيحية كان قوياً في أفراد عبد القيس فيذكر ابن حزم أن عبد القيس بأسرها اعتنقت هذه الديانة“ «مبارك 1995، ص44 - 45».
ومما يستنتج من المراجع أن قبيلة عبد قيس كانت وثنية قبل انتشار المسيحية فقد كانت لهم معبودات مثل ذو اللبا والمحرق وكانت لهم طقوس خاصة يمارسونها أثناء العبادة «مبارك 1995، ص44». ولكن يبدو أنه بعد دخول المسيحية في أراضيها أعتنقها بنو عبد القيس جميعهم وأصبحت هي الديانة الرسمية.
وذكر الكاتب الدكتور جواد علي في كتابة ”المسيحية في الجزيرة العربية قبل الإسلام“ «في الفصل التاسع والسبعون ”النصرانية بين الجاهليين“ ص620» "اما العربية الشرقية «ويقصد شرق شبه الجزيرة العربية»، فقد دخلت اليها النصرانية من الشمال «أي من العراق» في الغالب. ولكن بعض الروم كانوا قد وجدوا سبيلهم اليها فدخلوها من البحر أيضا. فعشعشت في مواضع منها مثل البحرين وقطر وهجر وبعض جزر الخليج «جزيرة سر بني ياس بالأمارات العربية المتحدة وجزيرة تاروت ودارين في شرق السعودية وجزيرة فيلكا في الكويت حاليا» وكانت غالبية نصارى هذه الاراضين على مذهب نسطور اخدين هذا الذهب من نصارى الحيرة «و الحيرة تقع في إحدى مدن العراق الجنوبية وتحديدا في السهل الرسوبي لبلاد ما بين النهرين، شمال غرب بادية السماوة، وتبعد عن مدينة الكوفة مسافة 15 كيلومترا، ونحو 10 كيلومترات جنوب شرقي مدينة النجف» الذين كانوا على اتصال وثيق بهمكما كان حال رجال دينهم يسافرون إلى هذه المنطقة للتبشير بها فزرعوا فيها بذور مذهبهم ونشروه بين من اقبل على النصرانية من العرب.
كذلك وفقا لروايات سعرد كان المطران داود من البصرة حاضر في مجلس سلوقية في عام حول 325، كما تبين مصادر التاريخ الكنسي دخول المسيحية إلى شبه الجزيرة العربية من أحد السبعين رسول. وقد ذكر مؤرخون من أمثال روفينوس وهيرويزوس أن متى هو مبشر اليمن والحبشة، وبينتانوس الفيلسوف ترك الإسكندرية في القرن الثاني وتوجه نحو اليمن مبشرًا كما قال أوسابيوس، وربما ظلّت المسيحية خلال المرحلة الأولى في المناطق الساحلية متأثرة بمواكب التجارة البيزنطية، وقد أنقسم مسيحيون شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام بين النسطورية «Nestorianism» واليعقوبية «Jacobite» الذين يعتقدون أن المسيح جوهر واحد، أقنوم واحد إلا أنه من جوهرين، وربما قالوا: طبيعة واحدة من طبيعتين، فجوهر الإله القديم، وجوهر الإنسان المحدث تركبا تركيبا، كما تركبت النفس والبدن، فصارا جوهرا واحدا أقنوما واحدا، وهو إنسان كله وإله كله.
- المصادر السريالية:
المراجع التي كتبت بالسريالية وثقت تاريخ الكنيسة الشرقية وهي التي تعرف بالمراجع الأولية كأرشيف محاضر جلسات المجامع الكنسية ورسائل الجاثليق وغيرها «Bin Seray 1996».
ما ورد في تلك المراجع أن الديانة المسيحية أول ما انتشرت في شرق الجزيرة العربية انتشرت في الجزر القريبة من شرق الجزيرة العربية وذلك في القرن الرابع الميلادي وقد عرفت أبرشيات هذه المناطق باسم «أبرشيات الجزر» ولم تصل المسيحية إلى البر الرئيسي سوى في وقت لاحق، فأقدم إشارة ورد فيها ذكر أسقف ينتمي إلى منطقة في شرق الجزيرة العربية توجد في محاضر جلسات المجمع الكنسي النسطوري «Nestorius» للعام 576م «Beaucamp et Robin 1983».
- وأول إشارة لوجود طائفة نصرانية في شرق الجزيرة العربية جاءت في كتاب «تاريخ أربيل» حيث ورد ذكر بيت قطرايا ضمن القائمة الخاصة بالمناطق التي تتمتع بوجود أساقفة وذلك في حدود العام 224م إلا أن هذا التاريخ ليس له قيمة بسبب أن كتاب تاريخ أربيل تم رفضه من قبل عدد من الثقات وقد اعتبر وثيقة زائفة، بين ما اعتبره البعض صحيحاً لكن دون أن يفندوا الانتقادات التي أثيرت حوله «بوتس 2003، ج2 ص1012 وهامش ص1013». ومصطلح بيت أو بيت قطرايي أو قطرايا ظهر أول مرة في بداية القرن السابع الميلادي وهو يشير لمنطقة شرق الجزيرة العربية بما في ذلك الجزر القريبة منها «Beauchamp et Robin 1983»، ولهذا المصطلح دلالات أهمها وجود تنظيم معين وهذا التنظيم لم يكن موجوداً في بداية دخول الديانة المسيحية لهذه المنطقة لذلك نجد أنه كان يشار للكنائس التي انتشرت في الجزر القريبة من شرق الجزيرة العربية باسم «أبرشيات الجزر».
- كذلك جاء في كتاب «Ionae Vitae Sanctorum Columbani، Vedastis، Iohannis» للمؤلفين: جوناس وبرونو كروش والمحرر ويلهلم ليفيسون، أن راهباً عاصر الجاثليق برب عشمين «343م - 346م» اسمه جونه قد بنا ديراً على جزيرة تسمى «الجزيرة السوداء» وهذه الجزيرة تقع بين قطر وعمان «Bin Seray 1996». ولم يتم تحديد هذه الجزيرة بصورة قطعية ويعتقد أنها إحدى الجزر القريبة من جزيرة سر بني ياس التابعة لدولة الإمارات العربية Carter 2008
- أشار ”تاريخ سيرت“ في النصف الثاني من القرن الرابع الميلادي إلى الأنشطة التي كان يقوم بها القديس أبديشو «عبد يشوع» في إحدى جزر اليمامة والبحرين والتي تسمى «رمث» حيث كان يعيش هناك حياة معتزلة ويقوم بتعميد الأهالي وقد قام ببناء دير على هذه الجزيرة، وكان أبديشيو تلميذاً لمار عبدا ويعرف أنه مؤسس للعديد من الأديرة في عهد الجاثليق توماس «363م - 371م» «بوتس 2003، ج2 ص1019».
- ورد ذكر مشماهيج أي سماهيج بمعنى جزيرة المحرق وكذلك دارين وجزيرة تاروت في محاضر مجمع العام 410م، والذي يمكن استنتاجه من هذا المحضر أن ثمة دير بني في مشماهيج قبل العام 410م بينما بني دير آخر في دارين في جزيرة تاروت ربما في فترة زمنية قريبة من العام 410م.
بعد العام 410م لا يوجد ذكر لأي من كنائس بيث قطراي في مجامع كنيسة الشرق، وقد رجح البعض ذلك أن البحرين كانت تتبع دولة كندة سياسياً «بوتس 2003، ج2 ص1021». وفي فترة انفصال أبرشيات الجزر عن الكنيسة الرئيسية حدثت العديد من القلاقل في كنيسة الشرق والتي ألقت بظلالها على المنطقة.
دعونا نتحدث الان عن المذهب النصراني الذي كان سائدا في منطقة شرق الجزيرة العربية «من جزيرة فيلكا شمالا مرورا بالقطيف وجزيرتي تاروت ودارين والجبيل ثم قطر وجزيرة سر بني ياس جنوبا» وهو المذهب النسطوري «Nestorius» والتي تشير اليها الاثار المكتشفة في الخليج العربي والمبينة في الخريطة التالية:
والمذهب النسطوري «Nestorianism» مذهب موحد يؤمن بالتالي:
- تميز بفصل الطبيعة البشرية والطبيعة الإلهية
- جادل بأن اللاهوت انضم إلى الإنسان
- لم يدعوا مريم ”والدة الله“ «”والدة الإله“»
- كان يسوع بشريًا
- كانت أفعاله وآلامه جزءًا من طبيعته البشرية
- لا يمكن أن يكون الله طفلاً
- لا يمكن أن تولد الطبيعة الإلهية لامرأة
ينسب هدا المذهب إلى نسطور «Nestorius»، أسقف القسطنطينية، الذي ولد في القرن الرابع الميلادي، جرمانيا، سوريا Euphratensis، آسيا الصغرى «الآن ماراس، تركيا» وتوفي عام 451م في بانوبوليس، مصر والذي أدت وجهات نظره حول طبيعة وشخص المسيح إلى دعوة مجمع أفسس عام 431م والذي اعتبر النسطورية «Nestorianism»، إحدى البدع المسيحية الرئيسية.
ولد نسطور «Nestorius» لأبوين فارسيين حيث درس في أنطاكية «الآن في تركيا»، ربما كان تلميذ ثيودور، أسقف Mopsuestia. أصبح راهبًا في دير القديس يوبريوس القريب، وبعد أن رُسم كاهنًا، اكتسب شهرة كبيرة في الزهد والأرثوذكسية والبلاغة. بسبب هذه السمعة، تم ترشيح نسطور من قبل الإمبراطور الروماني الشرقي ثيودوسيوس الثاني ليصبح أسقفًا للقسطنطينية في عام 428. كان ظهوره الأول عاصفًا، حيث بدأ على الفور في العمل على استئصال الهراطقة من كل نوع، وأظهر التساهل مع البيلاجيين فقط.
نشأت أزمة عندما ألقى القسيس المحلي لنسطور، أناستاسيوس، في 22 نوفمبر 428، خطبة اعترض فيها على لقب Theotokos «”حامل الله“» كما هو مطبق على مريم. تم فضح الكثير، لأن المصطلح كان قيد الاستخدام لفترة طويلة. نسطور، الذي كان قد أعرب بالفعل عن شكوكه حول هذا الموضوع، أيد أناستاسيوس وفي يوم عيد الميلاد بدأ سلسلة من الخطابات بحجة أن مريم ليست والدة الإله. اعتبر نسطور أن مصطلح والدة الإله كما هو مطبق على مريم يهدد إنسانية المسيح الكاملة، ما لم يكن مؤهلًا بعناية. بدا لكثير من الناس أن نسطور نفسه كان ينكر ألوهية المسيح ويعتبره مجرد إنسان تبناه الله كابن له. في الجدل الناتج، وجد خصوم نسطور حليفًا في القديس كيرلس، أسقف الإسكندرية، الذي أدى تدخله إلى سلسلة من الأحداث التي أدت في النهاية إلى سقوط نسطور.
هذه الخريطة تشير إلى الأسماء التاريخية لهدة الأماكن النصرانية،
كان دافع سيريل ذو شقين. كان يعتقد بصدق أن نسطور كان يقوض نقاء الإيمان. رفض نسطور أن يصنف مريم على أنها والدة الإله بدا لكيرلس أنه ينكر وحدة الله الإنسان. بصفته أسقفًا للإسكندرية، كان كيرلس أيضًا حريصًا على التقليل من شأن منافس القسطنطينية، كما فعل سلفه المباشر، ثيوفيلوس، في حالة القديس يوحنا الذهبي الفم. وهكذا تم الجمع بين الاعتبارات اللاهوتية والسياسية.
ناشد كلا الجانبين البابا سلستين الأول، الذي كان قد شعر بالإهانة بالفعل بسبب عدم اللباقة التي مارسها نسطور. في أغسطس 430 عقد سلستين مجمعًا كنسيًا في روما قرر أن علم المسيح الصحيح يتطلب استخدام مصطلح والدة الإله وطلب من نسطور أن يتبرأ من أخطائه. عندما أصدر كيرلس، الذي كان مخولًا بتنفيذ الحكم على نسطور، سلسلة من الحروم الاستفزازية لكي يشترك فيها أو يواجه الحرمان الكنسي، انتبه نسطور وحلفاؤه، وأقنع الإمبراطور ثيودوسيوس بعقد مجلس عام للكنيسة. كان نسطور يأمل أن ينتج المجمع إدانة كيرلس. عندما اجتمع المجلس في أفسس عام 431، وجد نسطور نفسه يائسًا منهارًا من قبل كيرلس.
أدينت تعاليم نسطور وعُزل هو نفسه عن عرشه. تم حث ثيودوسيوس على المصادقة على هذه القرارات، وهبط نسطور إلى ديره السابق بالقرب من أنطاكية. بعد أن قضي هناك في المنفى لمدة أربع سنوات «431-435»، تم نقله إلى الواحة الكبرى «الآن واحة الخارقة» في الصحراء الليبية حوالي 436 وتم نقله لاحقًا إلى بانوبوليس في صعيد مصر. خلال منفاه، كتب كتاب هيراكليدس الدمشقي، والذي قصده أن يكون دفاعًا عن تعاليمه وتاريخًا لحياته. الرسالة الوحيدة من قلمه التي نجت، وتم اكتشافها عام 1895 بترجمة سريانية. توفي نسطور في بانوبوليس حوالي 451، احتجاجًا على أرثوذوكسيته.
صور بعض اثار الكنائس المكتشفة في الخليج العربي:
بقايا دير وكنيسة مسيحية نسطورية قديمة في جزيرة سري بني ياس في الإمارات العربية المتحدة،
اثار وبقايا لكنيسة نسطورية اكتشفت في قطر، مصدر الصورة:
اّثار كنيسة نسطورية في الجبيل «شرق المملكة العربية السعودية». تعتبر الآثار المكتشفة غرب الجبيل عام 1986 والتي يعتقد أنها للمذهب النسطوري أحد أهم الدلائل على تواجد المسيحية في شرق الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام، وقد عثر على من بقايا تتكون من صحن للكنيسة و3 هياكل يقال انها تابعة للمذهب النسطوري ومن المعروف أن هذا المذهب انتشر بشكل واسع في المنطقة خلال القرن الرابع الميلادي. مصدر الصورتين:
بقايا معمارية لكنيسة بمنطقة القصور في قلب جزيرة فيلكا، مصدر ال
قوالب لخبز القربان المقدس في المسيحية، ضمن كنيسة وديراً للسريان الشرقيين في جزيرة فيلكا، مصدر الصورة:
قصر محمد بن عبد الوهاب الفيحاني والدي اكتشفت كما يعتقد كنيسة شرقية نسطورية في ساحتها وهي مازالت تحت البحث والدراسة من قبل هيئة الاثار، مصدر الصورة:
اكتشاف أول دليل أثري لمجتمع مسيحي في سماهيج،