كلانا معا
تهاجر نحو الظلام هروبا
بلا أغنيات تؤانس رحلتك العارية!
فإن الظلام يحبّ العواء
بلا التفات يؤازر فيك النصوص!
فإنّ الظلام يحبّ البكاء
بلا بتلات توزعها في الطريق لأجل الإياب!
فإنّ الظلام يحبّ التوّحد والاختباء
تهاجر نحو الظلام وحيدا
وتزفر من جوفك الاختناق بالزحام
وتركل هذا الضجيج بأقدامك المتعبة
كلانا معا ..
ولكنّك يا صديقي مهاجر
تعال نهاجر نحو الظلام معا
تعال لنبقي العقار يتيما
إذا ما تساقط عنّا الزناد
كلانا معاً
فخذني إليك بكلّ ارتيابي
بكل الحياة التي أورثتنا العبث
سأحمل عنك النصوص التي فخّختها المشاعر
ونختم في لحظتين اثنتين حكاياتنا العابرة
وننسى بواق لنا كي يعمّ الظلام
ونأتي المواقيت كي نحرم حرفنا للوداع
ونغلق في وجه هذا المساء السلام
ونمسي بلا قمر يستبيح الظلام
لنمشي بلا وجهة واحدة ..
إنّ بين الظلام وبين التلاشي
إن بين الكلام وبين السكوت
وبين البلاد التي أفرزتنا ...
لحظة ها هنا فارقة
كم من اللحظات دهست قلوبنا
كم من النفوس يقدحها الاصطدام
كم من الأرواح بددها الارتطام
كلّ أغتيالات القلوب باءت بالفشل
وكلّ القصائد في أمنيات الوطن موقوتة بالانتصار
فمال الحبيبة تقشع عن نفسها الانتظار
كلانا معا ..
في فجوة من مرايا السنين التي التهمت عمرنا بالشتات
كلانا يصلي بأبجدة واحدة
كلانا استحق من الهجر لون الظلام
ولا لون في أغنيات الظلام
سوى الصمت أغنية فارغة.