معلومات عن المتحف المصري الكبير



تضم مصر العديد من المتاحف الأثرية الرائعة، ومن المنتظر أن يكون المتحف المصري الكبير أكبر متحف أثري في العالم بالرغم من تأجيل افتتاحه عدة مرات، لكن من المنتظر أن يتم افتتاحه في النصف الثاني من عام 2021، تم تصميم المتحف المصري الكبير ليوفر مركزًا متميزًا لعلم المصريات على مدار المائة عام القادمة ، وسيحتل موقعًا مميزًا بالقرب من أهرامات الجيزة، وتعمل عدة شركات على تنفيذ وتصميم المتحف كجزء من مشروع مشترك، وذلك بعد إجراء مسابقة معمارية دولية لاختيار الشركات المشاركة في البناء والتصميم.
لماذا تم إنشاء المتحف المصري الكبير
إذا قمت بزيارة المتحف المصري الموجود في القاهرة في ميدان التحرير ، فستلاحظ قفزة واضحة من القرن التاسع عشر إلى القرن الحادي والعشرين حيث كان المتحف القديم مخزنًا للكنوز لكنه لا يحتوي على مساحة كافية لعرض تلك الكنوز، لذلك فإن المتحف الجديد عبارة عن مساحة عرض حديثة من الزجاج والخرسانة بقيمة مليار دولار، تم تصميمه وفق نظام محدد بحيث تقود الضيوف في رحلة تاريخية داخل المتحف شبيهة برحلة هوارد كارتر عندما اكتشف قبر الملك الصبي توت عنخ أمون قبل قرن من الزمان منذ، والموقع الجديد للمتحف المصري الكبير الذي يقع خارج وسط القاهرة ، على هضبة الجيزة على حافة الصحراء الغربية، يطل على الأهرامات الشهيرة وهذا سوف يضيف جوًا أكثر إثارة للزوار والسائحين.
وقد تم اختيار موقع المتحف المصري الكبير أيضًا للالتفاف حول مشكلات نقل الزائرين عبر حركة المرور المزدحمة في وسط القاهرة ، وفي تصميم المتحف الجديد أيضًا تم علاج مشكلة اكتظاظ الزوار في المتحف المصري القديم بالتحرير ،تم علاج تهديدات الحفاظ على البيئة.
كيف سيكون شكل المتحف المصري الكبير

تم بناء المتحف المصري الكبير على منحدر ويمتد على طول 162 قدمًا في المستويات بين وادي النيل ، حيث تدخل مع هضبة الجيزة ،ويتكون المتحف من صالات العرض الرئيسية، كما توجد حدائق منحوتة في حديقة المتحف ، بينما يرحب بك تمثال ضخم لرمسيس الثاني عند الدخول إلى الردهة الرئيسية وهذا التمثال تم نقله في عام 2015 من موقعه بميدان رمسيس بالقاهرة ليتم وضعه في المتحف الجديد، ومن هنا ، سيصطف الزوار على الدرج الكبير ، الذي يؤدي من مستوى الوادي إلى الهضبة ، وعلى طول تلك المسافة سوف يصطف 87 تمثالًا للملوك والآلهة المصرية القديمة.
كما سيضم المبنى الرئيسي للموقع المتحف ومركز المؤتمرات ، متصلين بفناء كبير مظلل، بالإضافة إلى مساحة العرض ، ستكون هناك قاعة تتسع لـ 800 مقعد، ستضم المباني المساعدة والمساندة القريبة مطعمًا ومرافق التذاكر وغيرها من الخدمات، وفي جزء منفصل من الموقع ، سيضم مركز الحفظ والطاقة مختبرات خاصة لتنظيف وفهرسة وترميم القطع الأثرية.

ستتكون واجهة المتحف من ثلاثة أضلاع في تصميم يشبه الهرم، وذلك نظرًا لموقع المتحف القريب من أهرامات الجيزة، ليتناسب مع الشكل التاريخي للمنطقة، وسيكون الضلعين الأولين في اتجاه الشرق والضلع الثالث في اتجاه الشمال، وأضلاع الشرق سيكون بها 3 أهرامات في كل ضلع.
كما سيحتوي المتحف على مساحة أخرى تضم مجموعة من المطاعم وحوالي 28 متجر هدايا وسينما ثلاثية الأبعاد ، وأيضًا من المنتظر أن يتم إخلاء المسافة ما بين المتحف وأهرامات الجيزة لإنشاء ممشى سياحي متميز من المتحف إلى الأهرامات.
محتويات المتحف المصري الكبير
بالطبع فإن جميع القطع التي سيتم عرضها في المتحف المصري الكبير هي أعمال وقطع فرعونية أصلية، ومن بين أهم المعروضات معرض توت عنخ آمون، الذي يضم حوالي 1500 قطعة من قبر الملك الصبي كانت معروضة في المتحف القديم وهناك 5400 قطعة جديدة سوف يتم عرضها في المتحف الجديد ، لكن القليل من الزوار سيجد وقتًا لرؤية المجموعة بأكملها، والتي من بينها القناع الذهبي الشهير الخاص بالملك توت عنخ أمون والتابوت الحجري والجواهر والعرش والمركبات وعلى عكس المتحف القديم ، الذي عرض الكنوز ببساطة وبدون أي شروحات ، هنا تم تطوير روايات كاملة في تصميمات العديد من صالات العرض ، لإظهار أسلوب حياة الملك توت ، بما في ذلك ماذا ومتى أكل ، وماذا كان يرتدي.

كما تم نقل العديد من القطع الأثرية التي كانت موجودة بمدينة الأقصر التاريخية جنوب مصر ليتم عرضها بالمتحف الجديد.
وأيضًا فإن مجموعة ما قبل الأسرات ، التي كانت تقتصر على عدد قليل من العناصر في المتحف القديم ، تم منحها أخيرًا بعض الأهمية ، بما في ذلك الأشكال المطولة المذهبة، وسيتم عرض القارب الشمسي الذي يبلغ طوله 140 قدمًا والمدفون بجانب الهرم الأكبر في العروض الجديدة، وقد نرى أخيرًا أثار المملكة الوسطى غير المعروفة ، والتي بدأت حوالي عام 2050 قبل الميلاد، حيث تعتبر تلك القطع بالنسبة للبعض نقطة عالية في الفن القديم ، ولكنها لم تحظى بطريقة العرض المناسبة حتى الآن.
ومن النقاط الهامة في إنشاء المتحف الكبير هي جهود الترميم الهائلة التي يقوم بها حوالي 17 مختبرًا مخصصًا في الموقع والتي بذلت جهودًا للحفاظ على هذه الآثار واستعادتها ، والتي يبلغ عمر العديد منها ما يقرب من 5000 عام.
طريقة الوصول للمتحف المصري الكبير
كما ذكرنا فعلى عكس متحف الآثار القديم ، فإن المتحف المصري الكبير في مكان جيد للوصول إليه، فهو قريب من طريق القاهرة الدائري وهو الطريق السريع الذي يحيط بمنطقة العاصمة في القاهرة، كما سيتم توصيله بمترو القاهرة عند اكتمال الخط الجديد ويمكن الوصول إليه بسهولة عن طريق الجو عبر مطار سفنكس الدولي الجديد بالجيزة الذي سيقع على بعد 20 دقيقة فقط من المتحف، وسيستقبل الرحلات الدولية ، لكن الميزة الرئيسية ستكون الطرق الداخلية ، مما يجعل من المتحف رحلة نهارية سهلة وممتعة لمن يريد زيارته من منتجعات البحر الأحمر.
و بالنسبة للزوار الأجانب تكون أكثر أوقات السنة ازدحامًا في الفترة ما بين شهري سبتمبر وحتى شهر أبريل حيث تعد تلك الفترة ذروة الموسم السياحي بالقاهرة، وبالطبع من غير المتوقع أن يكون المتحف خاليًا في باقي العام، لكنه قد يكون أقل ازدحامًا.
تكلفة دخول المتحف المصري الكبير
أعلن المتحف مؤخرًا أن سعر التذكرة للأجانب سيكون 400 جنيه ، أي حوالي 25 دولارًا ، مع خصم 50٪ للطلاب.
ماذا سيحدث للمتحف المصري القديم

هذا السؤال خطر على بال الكثيرين، حيث أن مبنى المتحف المصري القديم بميدان التحرير بوسط القاهرة هو أحد المباني التاريخية الرائعة وقد تم افتتاحه في عام 1902م وهو من أقدم المتاحف الأثرية في العالم، وقد تم تصميمه خصيصًا من البداية ليكون متحفًا وليس مبنى تم تحويله إلى متحف مثل كثير من متاحف الأخرى حول العالم، لذلك يوف يتم تنظيفه وترميمه ببطء ، و سيتم إجراء تجديد رئيسي لمبنى المتحف بمجرد نقل كل شيء إلى المتحف المصري الكبير، سيظل المتحف القديم يضم مجموعة من الآثار ذات المستوى العالمي ، ولكن من المرجح أن يزوره فقط الطلاب والعلماء وأولئك الذين لديهم اهتمام أكثر من عابر بعجائب الحضارة المصرية القديمة