الرئيس الأمريكي يطلب من الكونغرس تمويلا "عاجلا" لدعم إسرائيل وأوكرانيا

في خطاب ألقاه من البيت الأبيض ليل الخميس الجمعة، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه سيطلب من الكونغرس الجمعة تمويلا "عاجلا" لمساعدة إسرائيل وأوكرانيا "شريكتينا الأساسيتين". يأتي ذلك بينما يشهد الكونغرس حالة من الشلل سببتها خلافات جمهورية داخلية مازالت تمنع مجلس النواب من انتخاب رئيس جديد له. وزار بايدن الأربعاء إسرائيل، وتعهد بأن توفر لها الولايات المتحدة الدعم الذي تحتاجه بينما تخوض حربا غير مسبوقة مع حركة حماس.

نشرت في: 20/10/2023




من المنتظر أن يقدم الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة طلبا إلى الكونغرس للحصول على تمويل"عاجل" لمساعدة إسرائيل وأوكرانيا. وقال بايدن في خطاب متلفز ألقاه من البيت الأبيض إن الولايات المتحدة ستعمل على التأكد من أن القبة الحديدية الإسرائيلية تواصل حراسة سماء إسرائيل. وتخوض إسرائيل وحركة حماس منذ حوالي أسبوعين تصعيدا غير مسبوق بينهما.
وأضاف بايدن أن دعم تل أبيب وكييف "استثمار ذكي سيؤتي ثماره عبر تعزيز الأمن الأمريكي لأجيال مقبلة. سيساعدنا في إبقاء القوات الأميركية بمنأى من الأذى. سيساعدنا في بناء عالم أكثر أمانا وسلاما وازدهارا، لأطفالنا وأحفادنا".
ودعا الكونغرس إلى التعالي على الانقسامات الحزبية "التافهة" والوقوف صفا واحدا خلف خطته الرامية لتقديم مساعدات عسكرية ضخمة لإسرائيل وأوكرانيا.
وتابع "لا يمكننا أن نسمح لسياسات حزبية غاضبة وتافهة بأن تقف في طريق مسؤوليتنا كأمة عظيمة. لا يمكننا أن نسمح، ولن نسمح، لإرهابيين مثل حماس ولطغاة مثل (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين بأن ينتصروا. أنا أرفض السماح بحدوث ذلك".

وهاجم بايدن نظيره الروسي وحركة حماس، معتبرا أن "كليهما يسعى للقضاء على ديموقراطية مجاورة"، في إشارة إلى إسرائيل وأوكرانيا.
وقال إن "حماس وبوتين يمثلان تهديدات مختلفة، لكنهما يشتركان في هذا الأمر: كلاهما يريد القضاء بالكامل على ديموقراطية مجاورة"، مشددا على أنه لن يسمح "لإرهابيين مثل حماس وطغاة مثل بوتين أن ينتصروا".
وحذر بايدن من "أننا إذا ابتعدنا عن أوكرانيا، وإذا أدرنا ظهرنا لإسرائيل"، فإن هذا الأمر ينطوي على "مخاطرة" كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة.
وتابع أن "القيادة الأمريكية هي التي تجمع العالم سويا. والتحالفات الأمريكية هي التي تبقينا، كأمريكا، آمنين".
وجاء خطاب بايدن بعد حوالي 20 ساعة من عودته من رحلة سريعة لإسرائيل لإبداء التضامن الأمريكي معها بعد الهجوم الذي شنته حماس عليها في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر وأودى بحياة 1400 في جنوب إسرائيل. وردت إسرائيل بقصف مكثف على قطاع غزة أدى إلى مصرع الآلاف حسب السلطات الصحية في القطاع المحاصر.
وبدت رسالة بايدن ملحة، فإسرائيل تستعد لاجتياح بري في غزة للقضاء على حماس فيما تتصاعد التوترات بعد انفجار بمستشفى في غزة أسفر عن مقتل المئات.
وقال بايدن إن إسرائيل ليست مسؤولة عن الانفجار كما يؤكد مسؤولو حماس، واستطرد بالقول لكنه "لا يمكننا أن نتجاهل إنسانية الفلسطينيين الأبرياء الذين يريدون فقط العيش في سلام وأن تتاح لهم الفرص".
وعبر بايدن عن قلقه من أن بعض الأمريكيين يتساءلون "ما شأن أمريكا" لتدعم الحروب؟.
وقال "أعلم أن هذه الصراعات قد تبدو بعيدة"، محذرا من أن خصوم أمريكا يراقبون كيف سيتطور الصراعان وأنهم قد يثيرون أزمات في مناطق أخرى من العالم وفقا لما ستؤول إليه الأمور.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن التمويل الذي يطلبه بايدن سيبلغ إجمالا نحو 100 مليار دولار على مدى العام المقبل لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان وأمن الحدود الأمريكية مع المكسيك.
ومن خلال جمع الأولويات معا في حزمة واحدة، يختبر بايدن ما إذا كان من الممكن إقناع المشرعين الجمهوريين بتنحية معارضتهم جانبا والموافقة على إنفاق أوكرانيا التي امتصت حربها المستمرة منذ 20 شهرا مع روسيا أسلحة أمريكية بمليارات الدولارات بالفعل، دون أن تكون هناك نهاية تلوح في الأفق.
وإذا كان خصوم بايدن الجمهوريون مترددين في تقديم مساعدة عسكرية إضافية لأوكرانيا، فإنهم في طليعة المطالبين بمد إسرائيل بكل ما تحتاج إليه من دعم وبموقف متشدد حيال الهجرة وبسياسة حازمة تجاه الصين.