دين الدليل والبرهان
والإسلام ليس كسائر الأنظمة الأرضية، وإنما هو :

عقيدة.
شريعة .
دولة .
فالعقيدة هي الأصول الخمسة (التوحيد) و(العدل) و(النبوة) و(الإمامة) و(المعاد) وهذه العقيدة مما لابد منها في السعادة لا في الآخرة فحسب، بل في الدنيا، لأن الالتزام بنظام الإسلام المسعد للإنسان في الحياة إنما ينبع من هذه العقيدة.. وقد يظن بعض الناس أن من لا يعتقد بهذه العقيدة، في راحة من تحمل عبء الاعتقاد، لكنه ظن خاطىء، فان الذهن بطبيعته يلتف حول شيء ما ويعده مقدساً، ومثالاً، ومرجعاً، ولذا نرى جماعة من الناس يعبدون الأصنام، وحتى الفوضويون والشيوعيون، يعبدون ستالين وماركس ولينين .
والفرق أن العقيدة قد تكون مدعومة بالأدلة والبراهين، وقد تكون اعتباطية، أثارتها التقاليد والأوهام والأحقاد.. فقد قال أحد لنهرو، الزعيم الهندي المعروف: انك إنسان مثقف فكيف تعتقد بالبقرة؟ قال: تقليديا، وقيل لأحد اليابانيين المثقفين كيف تعتقدون بالملك، إلها؟ قال: هكذا أظن، وقال شخص شيوعي كان يقدس (ماركس): ما أنت وماركس، وأنت مسيحي وهو يهودي؟ قال: حقدا على أصحاب الأموال والاستعمار.
إذاً فمن لم يتمسك بذيل الأدلة والبراهين، لا بد وأن يعتقد، لا بد أن يعتقد فيما أملاه عليه تقليده، أو وهم أو حقد (أنا وجدنا أباءنا على أمة، وأنا على آثارهم مقتدون)(1) (إن نظن إلا ظنا)(2) (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) (3) هذه الآيات للتقليد والظن والحقد.
أما في شأن العقيدة الصحيحة فيقول القرآن الحكيم (فاعلم انه لا اله إلا الله)(4) ويقول في آية أخرى (قل هاتوا برهانكم)(5) وفي آية ثالثة (بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير)(6).

1 ـ سورة الزخرف،آية 23.
2 ـ سورة الجاثية، آية 32.
3 ـ سورة الأنعام، آية 108.
4 ـ سورة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، آية 19.

5 ـ سورة البقرة، آية 111.
6 ـ سورة لقمان، آية 20.
منقول

تحياتي