إياك أن تقرأ في الأدب والفلسفة لتُطَبِق نظريات وحِكَم وأقوال الأُدباء والفلاسفة التي مرت عليك !
إنتظر واقرأ كثيراً ، ستجد معظمهم ينفي وينسخ مقولته القديمة بواحدةٍ جديدة على النقيض تماماً .
ذلك لأنه لم يكن كاذباً في الأولى ، ولم يكن أقل جدِّية واهتمام فيما يكتب !
إنما كان يكتب في فترة لها ظروف ، وحياة شخصية لها تقلُبات ، ومؤثرات خارجية أجبرته على استخلاص الحكمة القديمة واستنباط الفكرة .
ثم من شدة مصداقيته يعود ليطرح علينا متغيرات " تنسِف " حِكمته القديمة بكل شجاعة ، شأنه في ذلك شأن الفتاوى التي تتغير باختلاف الزمان والمكان والظرف الراهن .
إقرأ القديم والجديد في الأدب والفلسفة ، والتمس طريقك بنفسك ، وتمسك بالحكمة الملائمة لحياتك وتكوينك وشخصك وصفاتك .
ثم أرجوكَ أن تكونَ أديباً حكيماً ، تُخرج لنا مستقبل جديد لأقوال حياتية ننتفع بها إذا وافقت مقاييس الظرف ، وإذا واكبت احتياجنا في القول والطرح .