النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

مفهوم الصوت في الفيلم الصامت

الزوار من محركات البحث: 225 المشاهدات : 1517 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    قاضي محكمة الدرر
    تاريخ التسجيل: September-2011
    الدولة: في قلب الوطن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 24,181 المواضيع: 2,226
    صوتيات: 125 سوالف عراقية: 5
    التقييم: 13945
    مزاجي: هادئة دون حذر أو حماسة
    أكلتي المفضلة: طاجين الزيتون
    موبايلي: ذاكرتي الصورية
    آخر نشاط: 5/October/2024
    مقالات المدونة: 4

    مفهوم الصوت في الفيلم الصامت




    الكاتب: الأستاذ الدكتور رعد عبد الجبار ثامر







    مفهوم الصوت في الفيلم الصامتالقسم الاولارتبطت السينما ومنفذ بداياتها الاولى بعجلة التقدم والاختراع العلمي
    والتي قادت بالضروره الى الاستفاده من النماذج العلمية المعروفة وهي :
    العرض الثابتتحليل الحركة برسوم متتابعةالتصوير الفوتوغرافيان دمج هذه المنجزات العلمية مع بعضها ولاده السينما التي استطاعت استثمارها اي
    استثمار هذه النتاجات العلمية الثلاث وتوظيفها من خلال ابراز القيم الفنية والجمالية ,
    وهي قيم بالغه الدقه والتعبير عن حياة الانسان من خلال التحليل والاكتشاف لكل
    مايختلج بداخله والتعرض لمشاكل العصر,واصبحت السينما وسيلة اتصال جماهيريه
    مهمه بما لها من طرائق ووسائل الجذب والتاثير والاقناع اضافه لكونها وسيله
    تعبير جمالية بامتياز , الحديث يطول حول هذه الامور التي نحن لسنا بصددها ..
    بقدر مانسعى لان نضع هذه الامور في تصورنا ونحن نتحدث عن موضوعنا ..
    لقد كانت محاولات ان تنطق السينما قد راودت الكثير من المخترعين
    (الصورة والصوت ) والذي تستكمل بذلك السينما جوانبها الفنية ..
    وكما هو معروف فان الافلام الناطقه ارتبطت بتاريخ عام 1927
    ولكن كانت هنالك محاولات في انتاج افلام ناطقة قبل عام 1927
    ويشير (ارنست لندجرن ) في كتابة (فن الفليم) ( بل ان الصوت في
    الواقع اقدم من ذلك اذ ان اديسون اكتشف اولا في عام 1877 كيفية
    تسجيل الصوت ثم اذاعته من جديد بواسطة الفونغراف ,وقد كان نجاح الفونغراف
    هو الذي اوحى اليه بفكره اضافة الصوره متحركه الى الصوت فاخترع الكينوسكوب
    في عام 1891 وهي اله عرض من خلال ثقوب يمكن بواسطتها عرض الصور المتحركه
    على شخص واحد في وقت واحد وامكن بعد ذلك الجمع بين الكينوسكوب
    والفونغراف لصنع الكيتوفون) وفي 6 اكتوبر من عام 1927 قدمت شركة
    (الاخوان وارنر) اول فيلم يضم حوارا ناطقا وهو فيلم (مغني الجاز) وقد
    كان هذا الفيلم اشاره البدء بولاده السينما الناطقه وانتهاء عصر الفيلم الصامت
    الى هنا وبعد العرض السريع والبسيط لاتوجد مشكلة في تحديد بداية الفيلم الصامت والفيلم الناطق
    لكننا سنجد اراء اخرى مختافة عما اوردناه, هذه الاراء تقول بعدم وجود الفيلم الصامت اصلا

    وليس هناك تقسيمات لما يمكن ان نسميها اراء السينما الصامته والسينما الناطقه, هذه الاراء
    تدعي بان الصوت وجد في الفيلم منذ ولادته ولاوجود للفيلم الصامت من خلال قولهم
    ان الفيلم عندما كان يعرض بمصاحبة قطع موسيقيه يعزفها عازف او فرقة حيث يشير
    (ارثر نايت) في كتابه (قصة السينما العالم من فيلم الصامت او المسارح
    الاستعراضبة كان هنالك نوع من الصوت يصاحبهافقد كان هنالك عازف اوفرقه
    موسيقية او اسطوانات تقدم قطعا موسيقية تناسب المشاهد المروضة على الشاشة
    , وكانت لهذه الموسيقى المصاحبه للفيلم وظيفتان الاولى تهيئه موسيقى مناسبة لمشاهد
    الفيلم والثانية هي تغطية الاصوات الصادره من اجهزه العرض ومن المقاعد
    ومن المتفرجين انفسهم)




    ويشترك في الراي مع (ارثر نايت) (لوي دي جانيتي) في كتابه (فهم السينما فيقول
    ( في الواقع لم يكن هنالك فيلم صامت ,اذا ان كل الافلام تقريبا قبل عام 1927
    كانت تصاحب بنوع من الموسيقى ففي مسارح المدن الكبرى , كانت فرقه كامله
    للاوركسترا تهيء الجو اللازم كخلفية للمرئيات )
    الواقع ان الرايين افتراضا وجود الصوت في الفيلم الصامت من
    خلال الاستخدام الوظيفي لعزف الموسيقى وتهيئة جو العرض وهو
    بالتالي لايعطينا مبررا مقنعا لافتراض وجود صوت في الفيلم الصامت
    لكون هذا العزف لايكون بالضروره متوافقا مع الحالة الدرامية- الا ما كان
    مؤلف خصيصا للفيلم ولغرض عزفه اثناء عرض الفيلم – كما حدث
    في فيلم (مولد امة) للمخرج الامريكي (جريفت) وبالرغم من عدم الحصول
    على القطعة الموسيقية او الاسطوانة السجل عليها الموسيقى ولغرض مقارنتها
    مع الموسيقى المسجلة على الفيلم حاليا والتي ربما تكون غيرها التي كانت
    تعزف بشكل مباشر وامام الجمهور اي اثناء العرض فالاعتقاد هنا انها ربما تكون
    محصوره باطار الجو العام للفيلم , اي ان عدم معرفة نوع الموسيقى لجعلنا نرجح
    احتمال انها كانت محصوره باطار الجو العام للفيلم ويؤكد (ارنست لندجرن )
    هذه القضية فيقول (عندما عرضت افلام لوميير لاول مره في انكلترا في عام 1996
    كان يصاحبها عزف لانغام شائعة على البيانو وفي البداية لم تكن هناك صله
    مابين الموسيقى التي تعزف والافلام التي تعرض وكان يلتقي بان تصحب العرض
    موسيقى من اي نوع كان الا انه لم يكد يمضي وقت قصي حتى بدا انه لايمكن ان
    ينسجم عزف موسيقى حيه صاخبه مع فيلم هادئ رزين ومن هنا بدا عازفوا
    البيانو يهتمون باختيار المقطوعات الموسيقية المناسبة لجو الفيلم) اما (مارسيل مارتن)
    فيشير في كتابة (اللغه السينمائية) الى مساله استخدام الموسيقى المؤلفه خصيصا للفيلم
    الناطق فيقول ( الموسيقى هي ابرز هديه للسينما الناطقه وليس معنى ذلك انه لم تكتب
    معزوفات موسيقيه لافلام صامته ولكن هذه كانت موسيقى مكتوبه لمصاحبه الافلام
    لاموسيقى فلميه بالمعنى الدقيق للكلمة نظرا لان مبدا التزامن بين الصوره والصوت
    لم يكن قد تحقق من الناحيه الفنيه ولامسلما به من الناحيه الجمالية وذلك فضلا عن
    ان هذه المعزوفات التي كتبت خصيصا لافلام تعتبراستثنائيه) هذا من جانب ومن جانب
    اخر فان القطع الموسيقيةوالعازفين الذين كانوا يصاحبون عرض الفيلم بمعزوفاتهم
    الموسيقية هي بالتالي لاتعطينا انطباعا بوجود الصوت في الفيلم كونه يزيد من احتمال
    مبدا عدم واقعيه الوهم في الفيلم على اعتبار انها فن ايهام والعازفين هم في الواقع
    المعاش (الواقع الفيزيائي ) مثلما هو المتفرج في نفس الواقع الفيزيائي –الواقع
    المادي –فالموسيقى التي كان يعزفها العازف الذي يراه المشاهدون امامهم بشكلة
    الحقيقي الملموس سوف يؤدي حتما الى قطع حاله الوهم ,وبهذا يحطم جانبا مهما
    من جوانب او اركان السينما باعتبارها فنا يقوم على الوهم وقد يكون مكان او
    موقع عازف البيانو مضاءا باضاءه خفيفة ولغرض ان يخلق لنا احساسا باندماجه
    مع ظلام قاعه العرض لكي لايؤثر وجوده على قطع حاله الإيهام وسلسله المتابعة
    والتركيز لدى المشاهد ولكن لو نظرنا للمساله من زاويه اخرى فانه من المؤكد
    أن الضوء الذي ينعكس من الشاشه على العازف الذي يكون موقعه قريب من شاشه العرض
    سوف يظهر ملامحه وحركاته ويشغل بهذا المشاهدين القربين منه في القاعة وبشكل
    اقل من الجالسين في اخر القاعة, والذي
    يحدث هنا ان هذا العازف او العزف
    الموسيقي سيقلل من عدم واقعية الوهم الذي تفترضه السينما ولنضرب مثلا اخر
    وهو انه في حاله استخدام قطعه موسيقيه على اسطوانه ويحدث انها بدات تكرر
    نفس النغمه نتيجة لخلل فيها فما الذي يحدث ؟ ان الذي يحدث هو انها تحدث
    نوعا من السخرية والضحك من قبل المشاهدين وبالتالي فانها اي الاسطونه
    ستساهم بشكل فعال في قطع حاله المتابعه والتركيز وعدم واقعيه الوهم ,



    وهذا جانب مهم في الرد على الافتراض الذي يقول ان العزف الموسيقي نوع
    من انواع الصوت في الفيلم الصامت وبالتالي فانه يكون غير معبر عن
    الحالة الدرامية اذا اخذنا بنظر الاعتبار وجود الممثل في الفيلم الصامت والذي
    يستعين بشكل كامل بادواته للتعبير من الكلمه المنطوقه حتما سيبرر عدم
    دقة الافتراض في اعتبار الموسيقى نوعا من انواع الصوت في الفيلم الصامت
    , اضف الى ذالك ان الصوت المرافق كان غالبا مايكون قطعه موسيقيه ولاوجود
    للمؤاثرات الصوتيه الاخرى يمكننا ان نقول ان الافلام السينمائيه الصامته كانت
    تقدم بمرافقه وعزف قطع موسيقيه لتهيئة الجو العام للعرض السينمائي ولم
    يكن الفيلم فيه شيء من النطق لكون هنا الصوت هنا صوتا خارجيا اي انه نابع
    من مصدر خارج الفيلم وبهذا يعطي انطباعا لدى المشاهد بصمت الفيلم بشكل
    كامل لكونه يدرك الساساان الفلم صامت وما الموسيقى المصاحب لهاحاله
    مفترضه من خارجه وهكذا فانه سيبقى يدرك في داخله ان الفيلم الصامت
    اضافة الى مسال هان العازفين قد يشتتوا انتباه وتركيز المشاهد وقطع
    سلسله المتابعه الصوريه وهذا ما اكد( ارنست لندرجرن) فيقول
    (ان الصوت كثيرا مايجعلنا نلتفت باعيننا نحو المصدر الذي اتى منه
    بحيث نعي الصوت ومصدره معا) ومن الممكن ان تؤدي المزوفه الموسيقيه
    المصاحبه للفيلم الى حاله من التذوق التي تبعد المشاهد عن رؤيته للفيلم من
    خلال خلق حاله من الانسجام بينه وبين القطعه الموسيقية , وقد يحدث
    ان المشاهد يغمض عينيه مثلا ويسترخي لسماح الموسيقى , وبهذا يتشتت انتباه المشاهد
    , وقد يحدث انه يرى صوره ذهنيه غير الصوره المعروضه امامه والتي تتكون
    لديه من خلال القطعه الموسيقيه ,ويؤكد هذه الحقيقة كل من(مارسيل مارتن)
    و(ارنست لندرجرن) فيقول(مارسيل مارتن) حول هذه النقطه بالذات (الموسيقى
    اذن عنصر نوعي في فن الفيلم ولا غرابه في ان تلعب دورا بالغ اهميه
    وقد يكون في بعض الاحيان ضارا فيصير الاحساس موسيقيا الى
    درجه ان الصوره وعندما تصاحبها الموسيقى فعلا تستخلص من هذه الموسيقى


    حقا خير مافيها من تعبير او بالاحرى من ايحاء يوجد خطر حقييقي من ان تحل
    الموسيقى محل الصوره وبالتالي تضععفها ويقول (ارنست لندرجرن) حول هذه القضية
    (تجتذب موسيقى الافلام الانتباه في غير موضعه اذا كانت هذه الموسيقى
    جيده جدا او اذا تضمنت الحانا غنائية قويه واضحه المعالم
    وفي هذه الحاله الاخيره ينجذب اهتمام المتفرج الى اللحن
    الغنائي وينصت لاشعوريا ليتابع عزف ذلك اللحن حتى نهايته,
    واستخدام الموسيقى الشائعه كثيرا ما يكون باعثا على السرحان .كما
    ان لها ضررا اخر اذا انها تكون عادة مرتبطه في ذهن المتفرج
    بذكريات خاصه قد تتضارب تمام مع المشاهد التي يريد المخرج
    ان يخلقها في الفيلم ) وهنا نفقد شروط التابعه والتركيز خلقها اثناء
    عرض الفيلم ويكون السبب في ذلك ان المشاهد يوزع تركيزه وانتباه
    على الصوره والصوت من خلال العازف , وخير مثال على ذلك اننا لو
    افترضنا ان هذا العازف عزف القطعة الموسيقية – عزفا نشزا- فانه
    سيخلق لنا حاله اللاتركيز والللانتباه التي يفترضا جو العرض السينائي فاللقطات
    هي مفروضة مشترطة كما حددها المخرج وقد ينفعل العازف اثناء
    العزف فتضيع لحظة من المتفلرج لمتابعة الصوره ويتشتت ذهنه لهذاالانفعال المفاجئ
    الذي حدث لدى العازف واندماجه في عزف القطعة الموسيقية
    وقد يكون مكان العازف اما وسط قاعة العرض او على احد
    الجانبين سببا مهما في تحول نظر المشاهدين وبهذا فيفقد المشاهد
    متابعة للعرض الصوري على الشاشة وبالتالي فانه سيقع فريسه
    للانتقال ببصره من الصوره الى العازف وبهذا يفقد درجه كبيره
    من المتابعه الصوريه وهنا تصبح الموسيقى ذات استخدام سلبي
    في تحجيم المتابعة الصورية
    وحول هذه النقطه يؤكد(ارنست لندرجرن) فيقول (وفي حاله العينين
    نحول اهتمامنا من شيء الى شيء اخر بان ننظر مره الى مكان قريب
    ومره الى مكان بعيد ثم في ذاك الاتجاه وبمجرد النظر الى شيء مايحول
    دون امكانيه النظر الى شيء اخر ليس من الناحيه الفكريه فقط بل من الناحية العضوية ايضا)
    و اشير الى نقطة مهمه هي اننا لوعدنا الى بدايات السينما الصامته
    فاننا سنعرف ان اللقطة كانت غالبا عامه وتتحرك في داخلها الاشياء
    وهي تقترب كثيرا من مفهوم فتحه المسرح ففي هذا النمط من
    الافلام وعندما كانت تصاحبها قطعة موسيقية يعزفها عازف على
    بيانو او فرقة موسيقية فانها تخلق لنا انطباعا مسرحيا وكما يبدو
    فان السينما في بدايتها الاولى كانت عروضها كما يبدو في قاعات
    المسارح الفكاهيه والاستعراضيه , ومن هنا فان استخدام الموسيقى
    المصاحبه للفيلم جاءت بطريقه عرضيه نتيجه لارتباط هذا الفهم بالمسرح
    عندما كان هنالك عازفون في الفيلم الصامت ولكن عندم تكورت عناصر
    التعبير السينمائي وبدات الكاميرا بالحركة وتطور تقطيع اللقطات فانه من
    المؤكد ان العازف الموسيقي سيجد صعوبة بالغة في مرافقته الصوره
    لسرعه الانتقال من لقطه الى لقطه اخرى وهذا يدفعنا للقول ان
    هذه القطعه الموسيقية لم تكن تعدو كونها تعبيرا عاما عن جو
    العرض السينمائي واني لاتسائل مالذي يحدث لو ان الفيلم واثناء
    عرضه تعرض للقطع فما هو دور عازف البيانو في هذه الحاله؟
    هل يتوقف عن الفرق ام انه انه يستمر بالعزف ،
    ان الاجابه هنا تقبل احتماليين
    الاول:- هو انه سيستمر بالعزف لغرض عدم حدوث الملل والضجر من قبل المشاهدينالثاني :-هو هل ان هذا العازف يستطيع بعد الاصلاح قطع الفيلم
    ان يواكب العرض الصوري بنفس الروحيه التعبيرية من خلال موسيقاه
    قبل القطع المنفذ صعوبه هذه الناحيه, وهذا يدفعنا الى ان نقول ان الموسيقى
    او العزف الموسيقي المرافق للفيلم الصامت لايمكن اعتباره صوت موجود في
    الفيلم ويمكننا ان ان نفرض حاله اخرى وهي انه وفي اثناء عرض الفيلم
    وحدث ان البيانو حدث فيه خلل مانهل يتوقف عرض الفيلم ؟ الجواب ان
    أستمر عرض الفيلم كما هو لكونه اساسا مصمم فيلما صامتا اذن فان العزف

    الموسيقى ليس بالضرورة يمكن ان نقول عنه صوت في الفيلم الصامت لعدم دقه الموضوع


    نهاية القسم الاول

  2. #2
    من أهل الدار
    قاضي محكمة الدرر

    أستعرضنا في القسم الاول الطروحات والافكار والمفاهيم التي افترضت بوجود الصوت
    في الفيلم الصامت قدر تعلق الامر بأستخدام العزف الموسيقي المباشر وغير المباشر

    أثناء عرض الفيلم..وسنحاول في هذا القسم ان نقدم افتراضاتاخرى في هذا الموضوع..

    ومنها انه هناك افتراض يقوم على اساس وجود الصوت في الفيلمالصامت ولكن بشكل ذهني
    اي في ذهن المشاهد عند رؤيته للصورة فمثلاً عندما يرىالمشاهد قطاراً على الشاشة، فمن
    الضرورة أنه يتولد لديه الاحساس بالصوت لمجرد رؤيته للقطار بدون سماع صوته المتزامن...
    وهذا الافتراض يحتمل النقاش ايضاً كونه يستندعلى اساس ان المشاهد ومن خلال رؤيته للأشياء
    المعروضة على الشاشة والتي هي اساساًمدركة من قبله في الحياة المعاشة فأنه سيكون ذهنياً
    مايمكن ان نسميه((الصوت الذهني)).

    فلواننا أفترضنا على سبيل المثال ان شخصاً في الريف لميرى قطاراً ويسمع صوته في حياته
    مطلقاً ويشاهد القطار على الشاشة فمن المؤكد انهسوف لا يتولد لديه اي
    مصدر ذهني لصوت القطار
    من خلال رؤيته له على الشاشة.. وهناكاحتمال كبير ان هذا المشاهد سوف يفرض على صورة

    القطار التي يراها على الشاشة صوتاًهو اقرب الى مايوجد في بيئته.. وهناك احتمال انه

    يفرض صوت(مضخه ماء) او(ماكنهطحين) مثلاً على صورة القطار من خلال رؤيته للدخان
    المتصاعد من محرك القطار فأنهيقارن صورياً وبشكل ذهني الدخان المتصاعد من محرك
    القطار والدخان المتصاعد منعملية تشغيل(ماكنه الماء) او(ماكنه الطحين).. وهنا يقوم المشاهد
    بالتوليف الذهنيلصوت(ماكنه الماء) او (ماكنه الطحين) ..على صورة القطار الذي يراه في الفيلم.
    وهذا ينطبق على الاشياء المدركة الحياتية الاخرى.. وهنايمكننا ان نقول ان
    أفتراض وجود الصوت الذهني خاضع الى مدركات الحياة نفسها بالنسبةللمشاهدين وعليه فأن صفة الاطلاق
    والعمومية هنا تصبح غير دقيقة ولا تعطينا الحق فيالقول بأن الصوت في الفيلم الصامت يمكن

    ان يتولد على اساس أفتراض وجود مايسمىبالصوت الذهني، كما اننا سنواجه سؤالاً يقول

    لماذا قسمت السينما اذاً الى قسمين علىاساس وجود الصوت الى السينما الصامته والسينما
    الناطقه ولم تقسم الى سينما صامته(في حالة عدم وجود عزف موسيقي)، وسينما صامته
    (فيها نوع من الصوت في حالة وجود عزفموسيقي مصاحب)، وسينما ناطقة
    (نتيجة لتوحيد شريطي الصورة والصوت بشريط واحد).


    اعتقد ان الجواب على هذا التساؤل يكمن في المرحلةالفاصلة
    التي فصلت السينما الى قسمين
    ، وهي مرحلة توحيد شريطي الصوت والصورة

    بشريطواحد وحدوث ما يسمى باالتزامن الصوري الصوتي..

    وهذا يعطينا الحق في عدم اعتبار انالعزف الموسيقي او القطعة الموسيقية صوتاً
    في الفيلم الصامت حتى في حالة الصوت كمصدر ذهني يتولد من خلال
    المرئيات فهو بدوره خاضع لوعي وثقافة
    وأطلاع وتجربةوخبرة المشاهد الحياتية وبالتالي فأنه مايكونه من اصوات ذهنية مرتبط بشكل
    مباشربهذه الجوانب..ويمكننا القول ان العزف الموسيقي اثناء عرض الفيلم الصامت
    وكذلك افتراض وجود الصوت الذهني لا يجيز لنا القول بوجود الصوت في الفيلم الصامت
    لكونهماحالة مفترضة من خارج الفيلم المعروض نفسه ومفروضة عليه، وحول هذه
    النقطة لابد واننشير الى رأي ((ارنست لندجرن)) فيقول (( ومن النواحي الاخرى التي
    تختلف فيهاموسيقى الافلام الناطقة عن موسيقى الافلام الصامته هو ان أمكانية مطابقة
    الصوت للصورة بطرق آليه دقيقة تتيح الفرصة لخلق علاقة وثيقه بين الموسيقى والصورة
    وبدلاًمن ان تكون الموسيقى شيئاً منفصلا عن الفيلم تضاف اليه فيما بعد وتستمرطوال الفيلماصبحت
    الموسيقى الآن تظهر من حين لآخر فقط)).

    أما أحتمال ان العزف الموسيقي المرافق للفيلم الصامت كان لغرض السيطرة
    على جو عرض الفيلم فهو احتمال راجح جداً ومحصور بهذا الاطار الوظيفي بالتحديد

    وهذا السبب بالذات قاد الى القول بالمعنى الكامل فيلم صامت كما تطرقنا فيالبداية.
    ان مفهوم الناطق يرتبط غالباً بمفهوم الكلام (الحوار) فيالفيلم،
    وعندما اضيف الحوار ـــ الكلام ـــ والمؤثرات الصوتية الاخرى والموسيقى

    الى الفيلم واصبحا على شريط واحد اي المجرى الصوري والصوتي بشريط واحد فأن

    الفيلماصبح ناطقاً ونطقت الاشياء المتحركة ونطق الممثل بكلمات واضحه وحدث ما
    يسمىبالتزامن الصوري الصوتي..وبغير هذا الاعتبار فأن ما افترض من وجود الصوت
    في الفيلم الصامت سيبقى ضعيفاً للاسباب المذكوره لكوننا نبحث عن فهم شمولي للصوت في
    الفيلم السينمائي...واعتبار الجزئيات كالعزف الموسيقي والصوت الذهني لا يسمح لنا بهذا
    الفهم الشمولي للصوت في الفيلم السينمائي مع التأكيد ان هنالك حقائق تاريخية تشير لنا
    عن المحاولات العديدة التي جرت لضم شريطي الصوت والصورة في الفيلم بشريط واحد ويشي
    ر((ارنستلندجرن)) (( وقد اتبع آيوجين لوست خطا جديداً لبحث اكثر نفعاً فقد حصل في عام
    1906في بريطانيا على اول برأه اخراع لطريقة تسجيل ذبذبات الصوت فوتوغرافياً على
    الفيل ذاته وهي طريقة تكفل التطابق التام بين الصورة والصوت تلقائياً وبفضل تطور هذهالفكرة
    وما صاحبها في الوقت ذاته من تطور في اجهزة تكبير الصوت والكهربائية أمكنالوصول
    الى الفيلم الناطق الحديث)).

    ان هذه المحاوله بالذات هي التي قربت لنا مفهوم الصوتبشكله الشمولي لان عملية التطابق
    والتزامن وتوحيد شريطي الصوت والصورة على شريطواحد هو الذي انتج لنا وجود الصوت في

    الفيلم السينمائي وحدوث عملية التزامن هذه هيالمرحلة الفاصلة ما بين السينما الصامته والسينما الناطقة.
    واخيراً لماذا يكرر اصحاب رأي ان الموسيقى التي تصاحبعرض الفيلم الصامت صوتاً في الفيلم
    ثم يسترسلون في احاديثهم ويكررون استخدامهملكلمة الافلام الصامته والسينما الصامته

    طالما هم يعتبرون ان العزف الموسيقيالمرافق للفيلم الصامت صوتاً.
    ومن خلال ما تقدم فأن اعتبار العزف الموسيقي المصاحبللفيلم الصامت لا يعطينا الحق في
    ان نرجح احتمال هذا النوع من الصوت يلغي صفه وجودالفيلم الصامت بشكل تام لكونه صوتاً

    خارجياً وصوتاً غير معبر عن الحالة الدراميةالتي يعرضها الشريط الصوري ولا وجود للمؤثرات

    الصوتية للصورة المعروضة على الشاشةوالممثل الذي لا ينطق بالحوار المطلوب ...
    وكان الصمت بحد ذاته صفه جماليه وبلاغهصورية معبرة عن كل المفاهيم الصوتية
    وبالتالي فأن هذا الصمت كون جماليات الصورةالصامته،.. حقاً وكما قال ((تولستوي))
    في وصفه للسينما الصامته ((الصامت العظيم)).
    وكما يقول ايضاً ((مارسيل مارتن)) بهذا الصدد ((فليسهناك ما يمنع من التفكير في ان
    الفيلم كان يسعه ان يتكلم قبل ذلك بعشر سنين اوخمسة عشر سنه. اي قبل ان تكون السينما

    الصامته قد انتجت روائعها الاولى وكونتجمالياتها لو ان ذلك حدث لما صارت هناك

    جماليات صامته)).
    كما ان العزف الموسيقي لا يعطينا فهماً شمولياً لمفهومالصوت وما الموسيقى المعزوفه اثناء
    عرض الفيلم الا موسيقى يبغى فيها السيطرة علىجو عرض الفيلم والتقليل من ضجيج المشاهدين

    وآلات العرض السينمائي.. وحتى مفهومالصوت الذهني الذي يتولد من خلال الصور المرئية

    فأن احتمال اعتباره صوتاً فيالفيلم الصامت يبقى ضعيفاً بدرجة معينه لانه كما ذكرت
    خاضعاً للمدركات الحياتيهالتي يدركها المشاهد والذي يفرض هنا توليفه الذهني
    الصوتي الخاص
    على الصور المرئيةفي الفيلم الصامت في حين ان التطور الحضاري والتكنلوجي قد قلل من
    هذا الفهم فيالفيلم الناطق بحكم هذا التطور.
    وهنا لجأت السينما الناطقه الى التعامل مع مفهوم الصوتالذهني بأستخدامات درامية
    معبرة وغايه

    في الدقه وبأطار جمالي من خلال مفرداتوعناصر التعبير الفيلمي، واصبح لمفهوم الصوت بعداً

    درامياً مضافاً في السينماالناطقة وحتى ما يقع في باب الصمت في السينما الناطقة والذي يدخل
    هنا كواحد منالاستخدامات الفنية عندما تعجز الكلمات عن التعبير فأن الصمت له مفعول
    بلاغي غاية في التعبير بحد ذاته.. وقد وصلت السينما ومن خلال التزامن الصوري
    ـــ الصوتي ـــ الى درجة من القدرة والبلاغهالتعبيرية، ويمكننا اعتبار التزامن
    المرحلة الفاعله والمهمه في تاريخ السينماعلىاعتبار ان الصوت المتزامن وسيلة تعبيرية
    مضافة للصوره في ارقى حالاته ولا يعدوبعده الطبيعي الحياتي في حالات استخدامه الاعتيادي.
    يبقى لدينا ان نقول ان هذا التزامن ما بين الصورة والصوتوعلى شريط واحد نقله نوعيه في
    تطور مفردات التعبير الفيلمي ولم تعد الصورة تكافحوحدها لايصال المعنى بل اصبح الصوت

    والصورة وبشكله المتزامن حيز تزاوج على اظهارالمعنى الكامن والظاهري للصورة.. كذلك

    فأن السينما ومن خلال الصوت استطاعت انتخاطب ابسط الناس باللغة التي ينطقونها ويفهمونها
    وبالتالي فأنها اصبحت فناً شعبيا لكل الشعب.

    المصادر:

    1. أرنست لندرجن، فن الفيلم، ت: صلاح التهامي، مؤسسة كاملمهدي للطباعة والنشر القاهرة، 1959.



    2. أرثر نايت، قصة السينما في العالم من الفيلم الصامت الىالسينيراما،
    ت:سعد الدين توفيق، دار الكتاب العربي للطباعة، 1997.
    1. لوي دي جانيتي،فهم السينما، ت:جعفرعلي، بغداد، دار الرشيد للنشر، 1997.



    1. مارسيل مارتن، اللغة السينمائية، ت، سعد مكاوي، الدارالمصرية للتأليف والطباعة، 1964.

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال