بعيدا عن السياسة قريبا من الحضارة والتاريخ
أمازيغ ''واحة سيوة'' المصرية في رحلة البحث عن جذورهم الجزائرية
الأربعاء 27 مارس 2013الجزائر: محمد علال
قدّمت ''واحة سيوة'' المصرية، مساء أمس، عرضا خاصا لبعض الأفلام التي تشارك بها الواحة، في الدورة 13 للمهرجان الدولي للفيلم الأمازيغي بتيزي وزو، لجمهور فضاء بلاستي بجريدة ''الجزائر نيوز'' بالعاصمة، وتحدّث الوفد المصري عن تاريخ الواحة، الذي يربو عن 3 ألاف سنة وعلاقاتها المتجذرة في الحضارة الجزائرية.
توقفت الندوة، مطولا، عند تاريخ منطقة ''سيوة'' المصرية التي يقطنها نحو 25 ألف مواطن مصري من أصول أمازيغية، يعيشون في تلك المنطقة البعيدة عن العاصمة المصرية منذ 3 ألاف سنة ولا يسكنهم إلا شعار واحد ''أنا مصري، مسلم ،أمازيغي ،إذن أنا تاريخي يبدأ من هنا .. من الجزائر''، كما يؤكد رئيس الوفد المصري المخرج داود حسن، الذي يزور الجزائر لأول مرة على رأس وفد أمازيغي ممثلا عن واحة سيوة المصرية، لتمثيل مصر في مهرجان الفيلم الأمازيغي، باعتبارها الدولة ضيف الشرف المهرجان الأمازيغي الدولي للسينما بتيزي وزو. وقد تم عرض ثلاثة أفلام قصيرة ''البيت السوي''، ''عين كولبترا'' و''العلاج التقليدي''، للمخرج داود حسين تسرد حكاوى أمازيغ ''واحة سيوة'' بالجنوب الشرقي لمصر، والكثير من التاريخ المشترك بين الجزائر في تلك المنطقة التي يبلغ عمرها 3 ألاف سنة، ولا يزال أهلها حريصون على هويتهم الأصلية. كما تم تقديم الفيلم الوثائقي ''أمازيغ مصر'' للمخرج ذاته الذي يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان في قسم الأفلام الوثائقية، وتحدّث المخرج داود رفقة شيخ قبيلة أولاد عمر راجح الأمازيغية المصرية، في تصريحات لـ''الخبر'' على هامش العرض، عن أهمية إعداد برامج مشتركة للحفاظ على موروث الأمازيغ في مصر، كما قال: ''هناك الكثير من التاريخ المشترك بين أمازيغ سيوة والجزائر ويجب الحفاظ عليه عبر الدراسات الأكاديمية ونقل التجربة العلمية إلى معهد للسانيات في مصر وإعداد قاموس لتوثيق التراث وإقامة المهرجانات الفنية في سيوة تحت إشراف الجزائر وبالتنسيق من منظمة اليونسكو''. كما تحدّث الفيلم الوثائقي ''أمازيغ مصر'' على ضرورة عدم إقحام الملفات التراثية في السياسة يقول داوود: ''يجب أن لا يتم إقحام الملف التراثي في السياسة، السياسي مكانه الحزب والبرلمان، أما التاريخ فهو للسينما ومراكز البحوث''. وأشار إلى أن هناك إيمان مطلق لدى أمازيغ سيوة بهويتهم المصرية والإسلامية ''الأمازيغ في مصر منذ عهد الملك شيشنق، لم تكن لهم أبدا فكرة الانفصال، فموضوع الهوية الأمازيغية لأبناء سيوة هي ملف ثقافي وليس سياسي'' كما يشير المخرج المصري ''الهوية الأمازيغية لدى سكان سيوة هي في الدرجة الثالثة بعد الهوية المصرية والإسلامية. فأمازيغ سيوة لديهم شعار ''أنا مصري مسلم أمازيغي''.
وتأتي أهمية دعم المشاريع بين الجزائر وأمازيغ سيوة بالنظر إلى المخاطر التي تواجه الموروث الأمازيغي في سيوة المصرية، التي تتجّه بها اللغة إلى الاندثار تدريجيا، كما يقول داود الذي يعتبر أول مخرج تناول منطقة سيوة سينمائيا بشكل تفصيلي: ''أخشى على تاريخ سيوة من الاندثار، خصوصا وأن المنطقة قائمة بالدرجة الأولى على اللغة ومفردات التواصل التي هي في الأصل اللغة الأمازيغية الجزائرية''.