منصور يحيى
مَدنِيةُ الوجهين
أمدٌ يمر وصبح أمسك مظلمُ
ماذا عساهُ النظم إن نطق الدمُ
مدنيةٌ الوجهين لم توّفي عهدها
عهدٌ بها ألا يفي لك مُقسِمُ
غَرَّ الجهولَ نِفاقُ وجهٍ باسمٍ
أَرِهِ بِحزمِكَ كيفَ عَمَّ َتجَهُّمُ
وَثنيةٌ الأموال تَنفُثُ سُمها
والجاهلونَ القاعدونَ اللُّومُ
قالوا السلام سبيلُ حقٍ ضائعٍ
أَبمنطقِ المَهزوم يُردعُ مُجرمُ!
داوي الجراح النازفات بنارهم
كيَّاً وثار المُوتَرين المَرهمُ
بالنارِ والبارود قل لفصيحهم
دون الذي تَبغُونِ ليلٌ مُظلمُ
ومآل صمتك أن تموتَ مقيداً
حاشاك ذلاً والخُنوع مَذممُ
أحرى بعزك أن تَعيش مُجَالداً
فالقومُ خرسٌ والطِّعانُ تَكَلُّمُ
إدراكُكَ المأمول مَوتٌ دونه
وحديد نصلك فِي يَديكَ مُثَلَّمُ
وَحديدُ وَعيِكَ لَم يَزَل بِكَ صَارِمٌ
نيرانُهُ لما تَزَل بِكَ تُضرَمُ
دَع لائميك فقد تَطاوَلَ لَيلُهُم
والفجرُ في عَينَيكَ نَصرٌ مُبرَمُ
أيَجورُ في هَتكِ المَحارِمِ سافرٌ
وحقيقةٌ عنها يَذودُ مُلثَّمُ
لُعِنَت مقاييسُ الزمانِ وما بِهِ
عدلٌ سوى للظالِمينَ مُقَسَّمُ
كيلٌ يجور ووزنُ قسطٍ أعوجٌ
كِلهُمْ وَبِيلَ الكَأسِ كَي يَتَقَوَّمُوا
أَمِطِ اللِّثام عَنِ الحَقِيقَةِ وارًتَجِز
فالضعفُ في عُرفِ الذِّئابِ مُحرَّمُ
وَأَذِقهُمُ وِردَ الحَمِيمِ مُصَرَّماً
شُلَّتْ يَدُ البَاغِي وَكَفُّكَ بَلسَمُ
واشفِ الغَليل فَبِالصُّدورِ وغائِرٌ
قد أَعجَزَت ونَبيلُ قَصفِكَ مُلهِمُ
جَلداً أحالَتكَ الخُطوبُ مُجَرِّباً
وَعَضَارطاً حَالَ اليَهودَ تَنَعُّمُ
فَانْشُب بِأعنَاقِ الجُناةِ مَخَالِباً
زُرقاً أَسَنَّتهَا الخُطُوبُ الجُثَمُ