نزهتي ما بين ذلك الدهم المخيًم فوق النخيل
ومابين فلق الصباح المنبسط فوق الأديم
وما بينهما قبسٌ أوجده شغاف رأسي الٱبه
رأسي الذي غرُبَ بين مروج النخيل
وطرف ذلك النهر الموحل بصخبه المهيب
شدًني النظر نحو جدرانٍ الخزف
حين تطلسها أوراق الشجر بلا زمان
بخضابٍها الأخضر ...
وكأنها ذكريات الهائمين
همتُ بدهشتي ما بين هذا المنظر وذاك
فالفضول أرغمني ...
من التمعّن في تلك الأوراق الزبرجدية
المزركشةِ بلونٍ فضي في أوانِ الأكتمال
وبقايا الأغصان على الأديم
وكأنها قططٌ سوداء ساكنة
رمقت كل الزوايا ...
حتى أمتدت عيناي الى مرمى البر الشاسع
فأحسستُ بجاذبية لامثيل لها
وكأنه يلفني بحبالٕ من ليف
وحفيف يدفعني نحو غياهبه البنفسجية
وفضاءه الذي بدا وكأنه ثقب أسود
فلولا ضفاف النهر ...
لأبتلعني عالمه الساحر نحو الغموض
تسمَرت حتى داهمني البزوغ
وعبقه الذي يحمل نكهة أوراق التبغ
فمشيت بأتجاه قنطرة الخشب تلك
فاجتزتها نحو الجادة المحاذية
لذلك الجسر الحديدي الماثل أمامي
فما بعده ...
تكمن أشجار الآس والصفصاف
وقطع الفخار
والمعابد المهولة
وبوابات الآلهة
والتلال المتدرجة
والزخارف الملونة على ٱواني الخزف
أشتد الحماس في مآبضي
لأعبر إلى الجانب الآخر
نحو أم الممالك
حاولت ۔۔
ف لم أقوى على العبور
لٱنني ورغم مايتملكني من حماس
إلا أنني أحسست بالرهبة
ولابد من أمرٍ كان عليّ أن أنجزه قبل الوصول