100 عام على تأسيس الدولة العراقية.. تاريخ جديد وحاضر مفصلي
تتزامن الذكرى مع أحداث مفصلية تمر على العراق (فيسبوك)
ألترا عراق ـ فريق التحرير
يحتفل العراق بالذكرى المئة لتأسيس الدولة العراقية في 23 آب/أغسطس حين أُقر النظام الملكي عام 1921 بعد تقسيم تركة الدولة العثمانية وترسيم الحدود، إذ تألف العراق قبل ذلك من ثلاث محافظات هي بغداد والموصل والبصرة تتبع النظام العثماني المركزي في تركيا الحالية.
منذ تأسيس الدولة العراقية حكم المملكة ثلاثة ملوك ووصي (عبد الإله) حتى إسقاط النظام الذي استمر 37 عامًا في 1958
ولم تكن الحكومات المتعاقبة تعطي المزيد من الاهتمام بهذه الذكرى أو التأريخ، إذ جرت العادة ومنذ النظام السابق وحتى الحالي الاحتفال في يوم 14 تموز/يوليو، ذكرى الانقلاب العسكري الذي نفذه عبد الكريم قاسم ورفاقه وبات يُعرف لاحقًا بثورة تموز 1958.
اقرأ/ي أيضًا: 100 عام من الأحداث الدامية والتحولات في العراق
سلّطت حكومة مصطفى الكاظمي الحالية الضوء على هذه الذكرى عبر التصريحات والمخططات والرسوم الرمزية لهذه الذكرى محتفيةً بالملك الأول فيصل.
وفي الذكرى المئة، قال رئيس الجمهورية، برهم صالح: "اليوم، يبلغُ عمر العراق المعاصر قرنًا كاملًا، بذكرى تنصيب المغفور له الملك فيصل الأول، مئة عام من المنعطفات التاريخية، حملت انجازات، وانتكاسات من حروب ومآسي واستبداد.
وكذلك، أصدر مجلس القضاء بيانًا لمناسبة "ذكرى ذكرى تأسيس العراق الحديث والمعاصر وتنصيب المغفور له جلالة الملك فيصل الأول ملكًا للعراق".
وجاء في البيان: "خلال هذا القرن المهم، من تاريخ العراق والمنطقة والعالم، مرَّ العراق ودولته المتعددة بكلّ أطيافها واتجاهاتها السياسيّة، ملكيّةً كانت أم جمهورية، عادلةً أم ديكتاتوريّة، بكل ما كان يستدعي الأمر من تأثيرٍ وتأثّر، في أحداث رسمت السنوات المئة الأخيرة، في أذهان العراقيين والعالم".
وفي شهر آذار/مارس الماضي قدمت وزارة الثقافة جملة مقترحات للذكرى المئة لتأسيس الدولة بعد مناقشة وزيرها حسن ناظم "الاستعدادات الخاصة للاحتفال" والتي جاءت بتكليف من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي شكّل لجنة خاصة "مكلفة بالاستعداد للاحتفال بالذكرى".
التأسيس وليس الاستقلال
منذ تأسيس الدولة العراقية حكم المملكة ثلاثة ملوك ووصي (عبد الإله) حتى إسقاط النظام الذي استمر 37 عامًا في 1958 وقتل العائلة المالكة بينهم الملك الصغير فيصل الثاني.
وشهدت الجمهورية العراقية الجديدة منذئذٍ العديد من الانقلابات العسكرية وغير العسكرية حتى عام 2003 حين أُسقط نظام حزب البعث عن طريق الاحتلال الأمريكي الذي أنشأ نظامًا جديدًا يعتمد التوافقية والمحاصصة الطائفية واللا مركزية، بعد أن استمرت المركزية لمدة 45 عامًا.
وبالعادة، تحتفل الدول وخصوصًا العربية منها بيوم الاستقلال، أي استقلال الدولة من الاحتلال سواء البريطاني أو الفرنسي أو غيره الذي حل بديلًا للدولة العثمانية بعد خسارتها في الحرب العالمية الأولى. واعتبرت الأنظمة المتعاقبة بعد الملكية أن استقلالها الفعلي كان بعد سقوط الملكي (الذي تتهمه بالخضوع للهيمنة البريطانية) وإنشاء النظام الجمهوري.
ولم تحتفل الحكومات الجديدة بعد 2003 ومن ضمنها الحكومة الحالية التي أعطت المزيد من الاهتمام للتاريخ الملكي بذكرى استقلال العراق الرسمي عام 1932.
تواريخ مميزة
تتزامن الذكرى المئة لتأسيس الدولة العراقية مع أحداث مفصلية تمر على العراق منها الانتخابات المبكرة المزمع إجراؤها في 10 تشرين الأول/أكتوبر المقبل.. ومن مميزات التواريخ أن استقلال العراق عن المملكة المتحدة وانضمامه إلى عصبة الأمم حدث في 3 تشرين الأول/أكتوبر 1932، وستكون ذكرى هذا التاريخ قبل الانتخابات القادمة بأسبوع.
كما أن إنشاء الوزارة كان أول وزارة والتي تعرف باسم الوزارة النقيبية الأولى برئاسة عبد الرحمن النقيب الكيلاني نقيب أشراف بغداد كانت بتأريخ 25 تشرين الأول/أكتوبر، وهو أيضًا ذكرى عودة احتجاجات تشرين وانطلاق الاعتصام عام 2019 الذي أسقط حكومة عادل عبد المهدي لتحل محلها حكومة الكاظمي.
كما أن يوم الانتخابات المقبلة المحدد في 10 تشرين الأول/أكتوبر يصادف أيضًا توقيع العراق معاهدة في بريطانيا عام 1922 تضمنت "بعض أسس الانتداب البريطاني".