هل تنجح الجهود الدولية في خفض التصعيد ؟


امرأة فلسطينية تحتضن طفلتيها عند وصولهم الى المستشفى في مدينة رفح | أ.ف.ب

ما أن تشتعل النار بمواجهة جديدة بين الفلسطينيين وإسرائيل، ضمن الصراع الدامي الطويل بينهم، حتى يصل لهيبها إلى المجتمع الدولي، فيسارع لإخمادها، دافعاً القوى الدولية الكبرى، ورعاة العملية السياسية لتحمل مسؤولية خفض التصعيد والتحرك العاجل للتهدئة، والسعي لاستئناف العملية السياسية وحماية المنطقة من دوامة عنف جديدة.
في زحمة المشاورات والاتصالات المكثفة والجهود المضنية، للتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس، بما يفضي إلى وقف العمليات الجارية، ثمة مبادرات عربية تنهض، وتتجلى في الاتصالات التي أجراها كل من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والعاهل الأردني عبدالله الثاني، للتوصل إلى تهدئة، ودفع التسوية على أساس حل الدولتين، وفق مرجعيات الشرعية الدولية.
يأتي ذلك بالتوازي مع اجتماع جامعة الدول العربية، أول من أمس، على مستوى وزراء الخارجية، لبحث سبل التحرك السياسي، بناءً على طلب القيادة الفلسطينية، وكذلك الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، لمناقشة الشأن ذاته. وبينما يحتدم القتال بين فصائل فلسطينية وإسرائيل فإن كل الأطراف العربية والدولية عازمة على تكثيف الجهود السياسية لوقف العملية العسكرية في غزة، التي تشكل منذ سنوات محور الصراع في منطقة الشرق الأوسط.
ويرجح المحلل السياسي محمـد دراغمة أن تضغط القاهرة باتجاه التهدئة من جهة، للتوصل إلى اتفاق فلسطيني إسرائيلي، تنبع أهميته من التأثير المصري الممكن ممارسته على الطرفين بما يقود إلى تحقيقه، ويحتاج هذا الأمر إلى الاستمرارية لإنجاح التهدئة، ومن جهة أخرى لتفادي نزوح الفلسطينيين بأعداد هائلة إلى الأراضي المصرية.
وبرأي الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، فالأسئلة التي تطرح نفسها من قبل كبار المهتمين والمواكبين لما يجري: هل يفتح القتال الجاري أفقاً سياسياً؟ وهل من الممكن أن تتكرر تجربة حرب أكتوبر 1973 التي أفضت إلى معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية؟.
يوضح المصري: الرد الأولي على هذه التساؤلات أن الظروف في غزة وغلافها تبدو مختلفة عن الظروف التي رافقت حرب عام 1973، كما أن أهداف اللاعبين متباينة، فالرئيس المصري (آنذاك) محمـد أنور السادات، خاض الحرب وفي ذهنه التوصل إلى تسوية، ولذلك أطلق عليها «حرب تحريك».
في ميدان آخر، تنهض اتصالات سياسية لمنع انفجار جبهة لبنان، وعدم جره إلى حرب مع إسرائيل، فتكثفت الاتصالات على هذا المستوى من رؤساء دول وحكومات، وجميعها تحض بيروت للبقاء في منأى عن تداعيات الأحداث الجارية في قطاع غزة.