سيهات يا شقيقة القطيف
بواسطة : السيد طاهر الفلفل
يا بنت سيهات شاب الرأس واشتعلا
والقلبُ لم يتخذ من بعدكم بدلا
وأنتِ يا نسمة رفّت على مقلٍ
فصيّرت خامد الأشواقِ مشتعلا
إن أسفرت أبرزت وجناتها وهجاً
والنارُ في خدها قد شَوّطت بللا
سبحان من جمع الضدين في ألقٍ
جمرٌ تَندَّى بماءِ الوردِ قد هطلا
حوراء والكحلُ في العينين أخجلها
فتورُ طرف وسحر الجفنِ ما ذبلا
حتى العباءة لا تخفي مفاتنها
لا يقبل الحُسْنُ ترويضًا إذا اكتملا
ترمي بقوس الهوى إن أقبلت ودنت
والويل إن أدبرت كم ناظر ذهلا
كم شاعر من قطيف العشقِ تيمه
ريم بسيهات أثرى حسنُها الغزلا
تلك الفتاة التي كانت تسائلني
هل دان بالعشق من لا يلبس الخجلا
إني خجولٌ ولكن الفراق له
في مهجتي لوعة قد سببت عللا
قامت تودعني والدمع يكتمها
هذا الفراق فلا تحسب له أجلا
هذا فرات فمي يسقيك عن ظمأ
حتى تذوقت طعما يشبه العسلا
وهل تجاوزت محظورًا إذا اشتبكت
في ثغرها شفةٌ تستأنف القبلا
وليس في الشعر من حظرٍ إذا انتظمت
ألحانه طربا من عاشقِ خُذلا
فيا أبا البحر مازالت منازلها
سيهات تقري محباً زار أو نزلا
والبحر يعزف في أمواجه نغما
سيهات لا تُكثري قولاً ولا جدلا
فأنتِ كالغادة الحسناء ننسبها
للخط لا نقبلُ التأويل والبدلا
نحن القطيف وسيهات لنا نسبٌ
من عبد قيس تسامى فخرها وعلا
قد زرتها في خريف العمرِ منتظرًا
عشقا يعيد الهوى أو يزرع الأملا
لا تحجب الود عن أحبابها مهج
من يقطع الرحم حتما أفسد العملا