إن كل شئ يحدث أولا فى التفكير ،، و قوة التفكير لها تأثير على أحاسيسك و سلوكك و نتائجك و بالتالى لها تأثير على واقع حياتك .
و تقول الحكمة الهندية ” انت اليوم حيث أتت أفكارك و ستكون غدا حيث تاخذك أفكارك ” و لكى يحدث إحساس أو سلوك يجب أن نبدأ بالفكر اولا .و فى كتاب ” Aladin Factor ” كتبه جاك كانفيلد و مارك فينسون هانسون – كانت هناك معلومة ذات اهمية كبيرة , و هى أن الإنسان يستقبل أكثر من 60000 فكرة يوميا , كل ما تحتاجه هذة الكمية الهائلة من الأفكار هو اتجاه , فلو كان الاتجاه سلبيا أخذمعه ملفات و أفكار من مخازن الذاكرة تعادل 60000 فكرة من نفس نوعها , و لو كان إيجابيا أخذ معه نفس العدد من ملفات و أفكار إيجابية من مخازن الذاكرة و من نفس نوعها !
ووجد فى بحث لكلية الطب فى سان فرانسيسكو عام 1986 أن أكثر من 80 % من أفكار الإنسان سلبية و تعمل ضده . و هذا يدعم ما نعرفه عن النفس و أنها أمارة بالسوء و لو قمنا بحسبة بسيطة و أخذنا نسبة الـ 80 % من الستين ألف فكرة نجد أن محصولنا اليومى من أفكارنا هو 48000 فكرة سلبية كل منها تسبب أحاسيس و سلوكاً و أمراضًا نفسية و أيضا عضوية !
ألا يستحق ذالك منا أن نكون حريصين كل الحرص قبل أن نضع أية فكرة فى ذهننا ؟
و مع أن الفكر قد يكون بسيطًا و لا يأخذ من الوقت أكثر من لحظات إلا أن له برمجة راسخة مكتسبة من سبع مصادر مختلفة جعلوا منه قوة راسخة و مراجعًا للعقل يستخدمه الإنسان داخليا و أيضا خارجيا , و هذة المصادر السبع هى :
1- الوالدين .
2- المحيط العائلى .
3- المحيط الاجتماعى .
4- المدرسة .
5- الأصدقاء .
6- وسائل الإعلام .
7-أنفسنا .
و كما تلاحظ الفكرة قد تكون بسيطة و قد تبدوا ضعيفة و لكنها فى الحقيقة أعمق و أقوى مما تتخيل , و تسبب لنا الإدراك و المعنى و القيم و الاعتقادات و المبادئ . و الفكرة هى بداية الأهداف و الأحلام و هى مرجع العقل فى التجارب و الخبارت , و معنى الأشياء .
و الفكرة قد تكون السبب فى الأمراض النفسية و أيضا الأمراض العضوية .
ففكرة السعادة تسبب الاحساس بالسعادة , و فكرة ألم تسبب الاحساس بالألم .
و قد قال سقراط عن الفكرة : ” بالفكرة يستطيع الإنسان أن يجعل عالمه من الورود أو من الشوك ”
الفكرة ليس لها حدود و لا تتأثر بالوقت ولا المسافات و لا الأماكن .
الفكرة عندها القدرة أن تظهر فى الصباح أو المساء مهما كانت حالة الطقس أو البلد . الفكرة هى سبب سلوكياتنا و تصرفاتنا و أيضا نتائجنا .
بالفكرة قد تكون روحانيا أو لا , أن تتبنى أسلوب حياة أم لا , أن تكون أبًا رائعًا أو أما رائعة أو لا , أن تكون عاملاً أو موظفًا أو مديرًا ممتازًا أو لا . أن تخطط لأهدافك و تحققها أو تدخل فى دوامة الأحاسيس السلبية حتى تصاب بالإحباط .
و قد قال عنها بلاتو : ” أجداد كل سلوكياتنا هى الفكرة و بها نتقدم و بها نتأخر , و بها نشقى ” .
ملحوظة : من ينقل الموضوع نرجوا منه ذكر المصدر فلا تسلب حقوق غيرك في مجهوده حتي لا تؤثم فيما بعد .
المصدر:
كتاب قوة التفكير لـ د. إبراهيم الفقى .