دراسة بريطانية: استخدام العصا أحد وسائل تحقيق التفوق
فى دراسة جديدة ومثيرة وتنشر لأول مرة، سلطت دراسة بريطانية حديثة الضوء على استخدام العصا والضرب غير المبرح بالمدارس وتأثيره على جودة التعليم خلال مراحله المختلفة، وأكدت أن استخدام العصا كأحد صور العقاب قد يحفز الطلاب على استذكار دروسهم وتحقيق أفضل الدرجات.
وجاءت هذه النتائج فى دراسة حديثة نشرت بدورية طب الأعصاب، وذلك على الموقع الإلكترونى للدورية فى الثالث عشر من شهر مارس الجارى.
وأكدت الدراسة التى أجراها باحثون من جامعة نوتنجهام، أن العصا تعد أحد وسائل العقاب الفعالة والمحفزة للطلاب كى يتفوقوا ويحققوا أعلى الدرجات، حيث أثبت الباحثون وبشكل علمى بحت أن العقاب يساعد فى تعزيز وظائف المخ والقدرات العقلية لدى الطلاب ويحسن من مستواهم الأكاديمى، ولكن حذرت فى الوقت نفسه من الضرب المبرح الذى قد ينفر الطلاب من التعليم ويأتى بنتائج عكسية.
وكما توصل الباحثون إلى نتائج مثيرة للغاية، حيث أكدوا أن استخدام العصا وفرض العقوبات على الطلاب لا يقل تأثيرها بأى حال من الأحوال عن تأثير الجوائز التشجيعية والمكافآت النقدية التى يتم منحها للطلاب فى تحسين مستواهم الدراسى نحو تحقيق التفوق، بل أحياناً تتفوق على تأثير النقود بالنسبة لبعض الطلاب، ولذلك فالموضوع متباين ويعتمد على طبيعة الطالب فى الأساس.
وتوصل الباحثون إلى تلك النتائج المثيرة بعد قياس نشاط المخ لمجموعة من الطلاب خلال خضوعهم لمجموعة من الاختبارات الخاصة، حيث وجدوا أن نشاط المخ يرتفع بشكل كبير عند ممارسة أحد صور العقاب على الطلاب كالعصا، بل والمثير أنه كلما زاد مستوى العقاب كلما ارتفع نشاط أمخاخهم.
وما يؤكد صحة هذه النتائج، أن الطلاب الذين أظهرت أمخاخهم أكبر درجة من النشاط عند تطبيق أحد صور العقاب المختلفة عليهم، نجحوا فى تحقيق المستوى الأكاديمى الأفضل بين جميع الطلاب، وهو ما قد يجعل العقاب بالفعل إحدى الوسائل الفعالة والهامة لتحسين مستوى الطلاب وقيادتهم نحو طريق التفوق، ولا يقل بأى حال من الأحوال عن المكافآت النقدية والوسائل التشجيعية المختلفة.
وفى الوقت نفسه، لم تقر الدراسة بأى شكل من الأشكال العنف المفرط الذى يُمارس على الطلاب، والمنتشر للأسف فى العديد من المدارس المصرية بمختلف مراحلها التعليمية، وقد يحقق نتائج عكسية فى بعض الأحيان.
وينوى الباحثون مستقبلاً دراسة تأثير كل من الثواب والعقاب على المستوى الأكاديمى للطلاب والتوصل إلى آلية كل منهما داخل المخ، وبحث الوسيلة الأفضل لتعليم الطلاب.