كانت جميلة ...
بل في غاية الروعة والجمال
كانت حافية القدمين
أرهقُهُا السير في الطرقات وأزقّة الحارات
كانت تتمايل يمينًا ويساراً بجسدٍ صريعٌ بالعثرات
يداها صغيرتان
ولكن أكبر من عطايانا آلاف المرات
عيناها حائرتان
تبحثُ عن مخرجٍ منْ مأزق الشتات
شفتاها تتلعثمان
تتسّول بكلماتٍ كسيحةٌ بلا مقام
طفلةٌ صغيرة لم تتجاوز العاشرة عُمْرَاً
ولكنها تجاوزَت العقود همّاَ وذُلّاً
لا لفرحةٍ عارمة أو سعادةٌ غامرة
بل لجسدٍ أرهقهُ الزمَان ومشاَعِرْ أتْعبَتُها الأحلام
كل خطوةٍ تخْطُوهَا والحوآسْ تئن من مرارة الزمَان
وعلى جبِينُهَا كُتِبِ الشقاء وفي عينيها برآءة الأحزان
وقطعة الخبز التي تتسوّلُهَا سقطت و إتسخت
فـ سقطت مُنتحِرةٌ خلفها دمعتها الجائعة
تلتفِتُ يميناً وشمالاً إرتباكاً
أشحتُ بصَرِي بعيداً عنها حتى لا ترآني
ولا أحدٌ يراها
إلتقطتها ونظفتها وبنهمٍ تناولتها
فهدأت صرخات معِدتُها
يا إلهي
إنتْزعَتْ بنظراتها الدامِعة من قلبي الغرور
ومن قلبي الكبرياء ومن كلامي الرياء
وتركتني متثاقلة الخُطى يقيناً منها
لن تجد عندي غنيمة الإستجداء
بقلمي / حصرياً لدُرَر العراق