الناس يرونَا ويحكمون علينا من مظاهرنا، إما خيرًا فخيرًا وإما شرًّا فشرّا. وعندما نموت يقولون في صلاة الجنازة: اللهم إنا لا نعلم من ظاهره إلا خيرًا، ويبقى الله وحده يعلم ما في السرائر.
لهذا نصيحتي لحفيدي بسيطة جدًّا: لا تعطِ الناس فرصةً للحكم الخطأ، فأول ما تبصر العين لباسك ومشيتك وأصدقاءك وبقية تصرفاتك الظاهرية. اشتهر بين الناس النصيحة التالية: "رحم الله امرأً جبّ الغيبةَ عن نفسه". لكلّ مجتمع عاداته وتقاليده وهي عادات ناشئة من ممارسات اجتماعية يعتادها كل مجتمع، الغرب يختلف عن الشرق وما هو مقبول في الغرب قد لا يقبل في الشرق!
لكي لا تكون النصيحة خالية من الأمثلة؛ ما أكثر الشبّان الذين يعلو أذرعهم وسيقانهم الوشم؟ ما أكثر الشبان الذين يلبسون قلائد في أعناقهم وأساور في أيديهم؟ ربما هؤلاء الشبان من الصلحاء ولكن كيف يجتاز العقلُ العين؟ اعتدل الجوّ قليلًا بعد صيفٍ طويل وحار جدًّا، تعال وانظر كيف هم الشباب قبل الغروب! أصوات الدراجات النارية والسيارات تخرق طبلة الأذن. كيف يحكم عليهم من يراهم؟
من الأمثال الإنجليزية: عندما تكون في روما افعل كما يفعل أهلها When in Rome, do as the Romans do. اتبع العادات التي تعارف عليها المجتمع، لا إفراط ولا تفريط. أنت شابّ استمتع بحياتك وكوّن لك شخصية مميزة، لكن ليس على حساب سمعتك وما يظن الناس. لا تكن إمّعة في كل الأمور ولا تكن خارجًا عن جميع الحدود.
عمر الشباب له طعم وجمال ولباس وهو عمر الزَهو، "الشباب شعبة من الجنون". يوم كنا صغارًا كان الكبار آنذاك يعتبرون أشياءً كثيرة من المحرمات ومن العيب والمعصية فعلها، بعض أنواع اللباس وقصّات الشعر، والآن أصبحت أمورًا عادية. لكل زمان عادات ثابتة ومتغيرة، الثابت ما يرتبط بالدين، والمتغير ما يتغير مع الزمان.
عين الله وحدها ترى حقيقة الأشياء، يقولون: أنتَ عظيم ومهمّ ويعطونك جوائز لا تستحقها، الله يعرف، لا تغتر كثيرًا بما يقولون عنك. يجهل الناس مكانتك ويعطونك أقلّ مما تستحق، الله يعرف، لا تحزن. لا يضرك أن تكون في عين النّاس صغيرًا وفي عينِ الله كبيرًا ولا ينفعك أن تكون في عين الله صغيرًا وفي عين النّاس كبيرًا.