قفي لحظةً فالدربُ أصبح خاليا
أفي كل وعد يرجع القلبُ صاديا
ففي القلبِ جمرٌ ليس يطفيهِ نظرةٌ
وإن لقاءَ الأمسِ لم يكُ كافيا
فلا تنظري للوقتِ يا غاية المنى
أتيتكِ مشتاقاً من البعدِ شاكيا
ألم تعلمي أن الليالي ثقيلةٌ
يمرُّ بها قلبي على الشوكِ حافيا
وإن سكون الليلِ يبعثُ بالأسى
ويكشفُ بوحُ القلبِ ما كان خافيا
فلا تعجلي فالوصلُ أنفاسُ عاشقٍ
تداعبُ خدًا تارةً ونواصيا
إذا حرّكت حمرُ الشفاهِ رغائباً
ستدنو وتخشى أن يكون تلاقيا
وهيهات أن يُعفى من الوزرِ عاشقٌ
إذا لاح منها الشهدُ يبرقُ صافيا
تشظّت شفاهٌ بالغرامِ حرارةً
فجادت وكان الثغرُ للثغرِ ساقيا
ولولا فضولٌ من شقي و حاسدٍ
حسمنا ديون العشق فينا تراضيا
وما كان منها الوصلُ إلا هنيهة
يُوازى بها عمرًا تبدد فانيا
وإن جاد هذا الدهرُ يومًا بوصلها
فقد عشت عمرًا أطلب الوصل راجيا
ولما دنا وقتُ الرحيلِ تنهدت
وداعا فهذا الأفقُ أصبح قانيا
وحسبي لقاءٌ هيّج الوجدَ في الحشا
وهل يكتفي ثغرٌ تجاسر جانيا
وإن أبصر العذال تقبيلَ ثغرِها
فظمٱن تَسقيه وتنقذ غاليا
وتخطو ويخطو القلب خلف ظلالها
يودعها شوقاً وينشدُ حاديا
لنا كرةٌ والشوقُ يرسمُ موعدًا
ترفقْ بها يا قلبُ لا تكُ ضاريا
فكلُّ أهازيجِ الغرامِ شكايةٌ
وحسبك بالمشتاق يشدو نواعيا